العمل لا يبدأ ولا ينتهي ولا يكتمل وليس له طعم ولا رائحة دون فريق عمل تتوفر له الظروف الجاذبة من الناحيتين الإنسانية قبل المهنية، وهي التي تربط الموظف عاطفياً بعمله وتجعله ينتظر الصباح ليكون في مقدمة الحضور مفعماً بالحيوية.. يعتقد البعض أن المنهج الإنساني في الإدارة منهج عاطفي لا يخدم العمل ويكون على حساب الأهداف العامة للمنظمة. ويعتقد آخرون بعكس ذلك. وهناك من يرى أن طبيعة العمل هي التي تحدد النمط القيادي. وهناك من يوجه النظر لتأثير السمات الشخصية على النمط القيادي. تشير أبحاث قامت بها (منظمة بيئة العمل المتميزة) إلى أن بعض القياديين لا يحبذون قيادة الناس ويركزون على بيع المنتجات وحل المشكلات وزيادة الأرباح، ويصنف القائد من هذه الفئة بأنه القائد الناجح وليس المتميز. أعتقد أن الفصل في هذا الموضوع هو تحقيق الأهداف التي لا تتحقق دون الإنسان المستمتع بعمله، فهو الغاية والوسيلة مهما بلغت مستويات التقنية. يقال أحياناً في تقييم من يتولى مسؤولية قيادية إنه إنسان طيب لكنه لا يملك المهارات القيادية. وفي حالات أخرى يقال العكس، قيادي صارم ناجح تنقصه مهارات التواصل الإنساني. هذا يعني أن القيادي الناجح بامتياز هو الذي يجمع بين المهارتين بل هو الذي يدرك أن الجزء الأساسي الأهم في مهاراته القيادية هو فن التعامل مع الناس. العمل لا يبدأ ولا ينتهي ولا يكتمل وليس له طعم ولا رائحة دون فريق عمل تتوفر له الظروف الجاذبة من الناحيتين الإنسانية قبل المهنية، وهي التي تربط الموظف عاطفياً بعمله وتجعله ينتظر الصباح ليكون في مقدمة الحضور مفعماً بالحيوية. توفير هذه الظروف الجاذبة بشقيها الإنساني والمهني يمكن أن يتحقق بأساليب مختلفة منها: 1- التعامل مع رأس المال البشري بصفته أهم أصول المنظمة والأساس المتين لنجاحها وتطويرها واستمرارها. 2- توفر عنصر الثقة المتبادلة بين القيادي وفريق العمل. بداية تكوين هذه الثقة تقع مسؤوليتها على القيادي. هذه الثقة هي المفتاح لبناء الثقة بين زملاء العمل وهي الأساس القوي لأي عمل في أي منظمة. 3- الثقة بالنفس وبالآخرين تقود تلقائياً إلى المشاركة التي تعزز الانتماء والولاء وتساهم في استثمار قدرات العاملين وأفكارهم وتنمية مهاراتهم. القيادي المتميز يحرص على استقطاب الأذكياء للإضافة والإثراء، والإصغاء للجميع والترحيب بالأفكار الجديدة. 4 - الاحترام المتبادل بين الرئيس وفريق العمل لا يتعارض مع المسؤوليات والصلاحيات وتقييم الأداء بموضوعية ودون مجاملة. القيادي المتميز هو الذي يتعامل مع فريق العمل تعاملاً إنسانياً لكنه لا يتخلى عن المهنية في تقييم الأداء والنتائج ومناقشة الأخطاء بحثاً عن الحلول وليس بحثاً عن العقاب. 5 - التقدير هو أحد الحوافز المهمة التي تساعد على تعزيز نقاط القوة، والسلوك الإيجابي والأداء المنتج، والاحتفاظ بالموظفين المميزين. التقدير قد يكون بكلمة وقد يكون بالترقية أو بالإثراء الوظيفي. 6 - إيجاد ثقافة مشتركة للمنظمة من أهم مبادئها الإيمان بأهداف المنظمة ورسالتها. من ينتمي لهذه الثقافة المشتركة لن يتباطأ في الحضور للعمل حضوراً منتجاً وليس حضوراً شكلياً. الثقافة المشتركة لا تعني وجود فريق عمل متشابه في كل شيء. بيئة العمل الجاذبة تشجع المنافسة البناءة وتوفر الظروف التي تحفز على الإبداع والابتكار. 7 - القيادة بالإلهام لا يمارس فيها القيادي أساليب السلطة والتخويف فهو لا يحتاج إلى ذلك كونه يملك القدرة على إلهام فريق العمل. في هذه البيئة يحترم الموظفون رئيسهم ليس بسبب الخوف ولكن لأنه ملهم وقدوة لهم في مهارته القيادية وأخلاقه. 8 - الاهتمام بسعادة العاملين واعتبارها من أهم مسؤوليات القيادي ومن أساسيات ثقافة المنظمة. وتعزيز العلاقات الإنسانية بين الجميع على كافة مستويات المنظمة، ومنع التمييز بكافة أشكاله. 9 - التوقعات الإيجابية عامل محفز للعاملين لتقديم أفضل ما لديهم. 10 - العدالة في تطبيق الأنظمة والقوانين وحل النزاعات إن وجدت. وأخيراً حين تتوفر تلك الظروف الجاذبة، هل سينتظر الموظف حتى الصباح ليذهب إلى عمله؟