خلال تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، تم إطلاق رؤية المملكة 2030 م لتكون بمثابة خارطة طريق واضحة لمستقبل المملكة، والتي تهدف إلى إطلاقها إلى الأمام من خلال الموازنة بين الإنجازات التي تحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والطبيعية والإنسانية، تشكّل هذه الرؤية منارة توجّه تطور البلاد الاقتصادي والاجتماعي والبشري والبيئي في العقود المقبلة، بحيث يكون شمولياً ويستفيد منه مواطنو المملكة والمقيمون فيها، في مختلف جوانب حياتهم. لا يمكن للمملكة أن تطور اقتصادها ومجتمعها دون رأسمالها البشري ومواردها البشرية، أي شعبها، والتنمية البشرية حسب رؤية المملكة 2030 م تلحظ بنية تحتية شاملة وحديثة للرعاية الصحية يستفيد منها جميع السعوديين، ونظاماً تربوياً وتعليمياً يضاهي أرقى الأنظمة التعليمية في العالم، ويساهم في إعداد الطلاب كي يخوضوا التحديات العالمية، ويصبحوا أهم المبتكرين والفنانين والمحترفين وأصحاب المبادرات في المستقبل. ولا شك في أن نظاماً تعليمياً ذا مستوى عالمي، وتوفير فرص متساوية سيتيح للسعوديين دوراً أكبر في كل قطاعات اقتصاد بلادهم. وقد حظي مهندس الرؤية الطموحة وقائد التغيير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالثقة الملكية برئاسة مجلس الوزراء ليكون الثالث من ولاة العهد الذين يتولون هذه المهمة بعد عمه الملك سعود وعمه الملك فيصل -رحمهما الله- منذ بداية الدولة السعودية الثالثة وتشكيل مجلس الوزراء. لقد كانت المملكة ولا تزال طليعة العالمين العربي والإسلامي ولها مكانتها العالمية ومن القوى الأساسية المؤثرة على صعيد السياسات الدولية وعلى صعيد المؤشرات الاقتصادية ولقد تمكن ملوك المملكة الراحلين -رحمهم الله جمعياً- من تعظيم مكانه المملكة وهي ذات القدرة التي نراها في قيادة المملكة الحالية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ورعاهما بعين رعايته-. فكراً متفرداً جعل من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مدرسة خاصة في قيادة رؤية المملكة... مدرسة تؤمن بالتميز والعمل المبدع خارج حدود المتعارف عليه بغية تحقيق إنجازات نوعية وقيمة مضافة حقيقية تثري العمل كماً وكيفاً وتعود بالنفع المباشر على الإنسان الذي طالما شكل الهدف الأسمى لكافة المسارات التنموية. تدخل المملكة مرحلة تاريخية جديدة وهي تعانق فارسها وقائدها، وتمضي معه قدماً في كتابة المستقبل، وسيمضي أبناء المملكة مع رجل كريم محب، متسامح مخلص، عرفه شعبه والعالم قائداً مثالياً حازماً ورجل مواقف وطنية وسياسية وإنسانية، مستنداً في ذلك على إرث جدة المؤسس وعزيمة شعبه الأبي.