لكل مكان في هذا العالم جمال يميزه عن غيره من الأماكن ويجعل القلوب تتعلق به .. ويجعل عشاق هذا المكان متسابقين ومتلهفين لزيارته ومن أهم هذه الأماكن معارض الكتب والتي لها جاذبية وسحر.. مكان له رائحته الخاصة والممزوجة برائحة الكتب والقهوة المنبعثة من المقاهي المنتشرة في المعرض هي رائحة تصل إلي روحك، تؤنسك، تعيدك لشيء قديم، رائحة توازي روائح أرقى أنواع العطور الفرنسية .. لهذا المكان في الصباح شيء يميزه يزيد من جماله وهو هدوء أشبه بهدوء يسبق العاصفة .. فبمجرد ما تكون الساعة الحادية عشرة صباحاً تُفتح أبواب هذا الصرح العظيم وكأن الكتب على الأرفف ترحب بابتسامة مشرقة لمرتادي هذا المعرض لتقول أهلاً وسهلاً بكم في (معرض الرياض الدولي للكتاب) وقتها يتدافع موج من الزوار المثقفين والشغوفين بالكتب والقراءة والطلاب التي تستقي العلم والمعرفة .. وأيضاً العائلة التي تأتي للمعرض تقديرا لهذا المكان الثقافي وتترك لأبنائها الخيار في اختيار الكتب التي يفضلونها وغرس حب القراءة لديهم. ومن المشاهد التي تبعث الفرحة رؤية هذا الجيل من فئة الشباب وهو يقلب صفحات الكتب مما يدل على ارتفاع الوعي وحب الاطلاع والمعرفة وإيضاح هذه العلاقة بينه وبين الكتاب .. ويعد معرض الرياض للكتاب أحد أهم الأحداث في المملكة العربية السعودية وذلك لوجود التنوع الثقافي والتعليمي وهو يدعم حركة النشر في المملكة ويبين مدى ثقافة شعبها واهتمامهم بالكتب والاطلاع. ويضم معرض هذا العام الشركات والمؤسسات والأفراد العاملين والمهتمين بقطاعات الأدب والنشر والترجمة؛ لعرض مؤلفاتهم وخدماتهم، إضافةً إلى دوره الأساسي في تعزيز وتنمية شغف القراءة في المجتمع، وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والأدبي والفني، وللمعرض دور في حضور المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والفنية والمبادرات المصاحبة للمعرض إضافة إلي ما ذكر لدينا مجموعة غنية من الأحداث الأخرى من توقيعات الكتب والأحداث الحوارية مع الضيوف المميزين. وفي هذا الحدث والظاهرة الثقافية الاجتماعية يجد القارئ الطبعات النادرة من الكتب في الموضوعات التي تهمه كذلك يفتح فرص اكثر في توظيف أبناء الوطن للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير.. وراء كل معرض للكتاب طوفان من المعرفة مكان يجب أن تتواجد فيه لتجد نفسك وتصنع الفرق فالقراءة تصنع إنساناً كاملاً.