(التجربة الأشد خطورة في الحياة ألا نشبه شيئاً) تتجلى وتمتزج شخصية الإنسان في مدى قدرته على أن يتعلم ويستفيد من تجارب الأشخاص من حوله، ومن تجاربه فيما مضي، وكلما ارتقت مدارك الإنسان كان أكثر قدرة على التقاط رسائل التعليم حوله، لكيلا يقع في ذات الأخطاء التي وقع فيها غيره، وهذه هي مهمة التاريخ الذي يعلمنا دروساً من نواحيها مستمدة من تجارب الآخرين. وما أقسى حياة أولئك الذين تجاهلوا تجارب غيرهم، ولم يستفيدوا من تجربة الآخرين وبعضهم لا يستفيد من تجربته الشخصية فيدفع الثمن غالياً، ولا يفيده التراجع عما أقدم عليه بإرادته واختياره. الكثير منا يحكم على حياته وتفاصيلها من خلال حياة الآخرين، فتصبح نظراتنا لأنفسنا عبارة عن حكم مسبق قبل أن نعيش تفاصيل الحكاية، بل أن نقدر نهايتها وتطورها بناء على تجارب الآخرين في حياتنا، فتصبح الخطوط السوداء التي تملأ بوابة حياتنا عديدة بسبب تجارب غيرنا. وكيف للفرد منا أن يتعلم من تجاربه التي تمتلئ بتعبئة الدروس التي تحيط بكل ما هو حوله، فيعطي انطباع الحاجز بينه وبين كافة مسارات الحياة خوفاً واحتساباً لما قد يحدث. فعادة ما تكون دروس الآخرين بالنسبة لنا باهظة المكانة من خلال الصعوبات، والإحباطات، التي تعرضوا لها وذلك لتحقيق الهدف المنشود للفرد منا، وعندما نقوم على دراسة نجاحاتهم ونتعلّم من خبراتهم، يمكننا أن نوفّر على أنفسنا قدراً هائلاً من الوقت والصعوبات التي قد تواجهنا، فنجاحات الآخرين درس حي لنا، ويمكننا من خلالها الاستفادة منها. والاستفادة من نجاحات الآخرين، لتنمية ذاتنا وتطويرها في الوصول إلى أعلى درجات التقدّم، حيث يمكننا أن نحسّن بشكل هائل من جودة نتائج حياتنا، بدراسة الإخفاقات التي حصلت مع أناس آخرين، وجعلها دروساً لنا ولكن لا يجب أن نجعلها الحكم على نتيجة محاولاتنا، وذلك لأن كل فرد منا له مقياس في تجاربه التي تعتبر الحكم الذي يحتضننا. ولحياتنا طبيعة مختلفة ولكل جيل طبيعة محددة تحكم تصرفاته، فالامتثال لبعض القواعد التي رسخت من تجارب الغير أمر ليس بمنطقي، نعم لنتعلم ممن سبق ولكن لا نجعله الحكم التام لنا.