بقلم | د. نيللي العمروسي التفكير الإيجابي : هو الاختيار الذي يميز الحقائق عن الأوهام، وهو قدرة فطرية توجد بدرجات متفاوتة عند البشر، كما أنه مهارة يمكن تعلمها واكتسابها ، وللتفكير الإيجابي استراتيجيات تشمل: * تغيير الماضي : نحن لا نستطيع تغيير الماضي لأنه مضى، ولكن يمكننا أن نغير وجهة نظرنا في تجارب الماضي، بذلك نكون غيرنا الواقع من تحد إلى مهارات وخبرات . * المثل الأعلى : وهي تتعلق بتبني وجهة نظر ومعتقدات وقيم شخص نعتبره مثلاً أعلى لنا في مجال معين ثم نتصرف كما لو كان هو شخصياً متواجداً في وقت تحد ما نواجهه في حياتنا فيكون أسلوبنا مماثلاً له في قوته وإيجابياته . * الشخص الآخر : تساعدنا على رؤية الأمور من وجهة نظر الشخص الآخر ، فبذلك يصبح عندنا مرونة أكبر في التعامل مع التحديات وتحويلها من سلبية إلى إيجابية . * التنقيص والتصعيد : مقولة ” د . إبراهيم الفقي ” يومياً اعمل على تنقيص ما لا تريد، وعلى تصعيد ما تريد، حتى ينتهي تماماً ما لا تريد وينمو ويزدهر ما تريد . * النتائج الإيجابية : نحن نتعلم من الفشل أكثر مما نتعلم من النجاح، ونكتشف ماذا نفعل عندما نكتشف ما لا نفعل . * التجزئة : في بعض الأحيان يعمم الإنسان شيئاً سلبياً عن نفسه فيقول ( أنا فاشل ) أو ( أنه قلق ) وغير ذلك من الاعتقادات السلبية التي تمنعه من التقدم، ففي هذه الاستراتيجية يستطيع الشخص أن يجزئ هذا الحكم والتعميم السلبي إلى مكونات أصغر، مما يجعله يدرك الحكم بإدراك آخر إيجابي وأحاسيس إيجابية تساعده على التعامل مع الأجزاء كل على حدة بثقة وسهولة . * القيمة العليا : تساعد الفرد على توسيع آفاقه، مما يجعل أحاسيسه هادئة متزنة . * البدائل : لكي تكون بطلاً يجب أن تفكر في كل الاحتمالات ثم تضع الحل المناسب والبدائل لكل حل وكن مبتكراً في استخدام البدائل . إذاً النجاح يعتمد على المرونة والتحرك السريع ببدائل وأفكار جديدة فتجعل الشخص يستفيد من الفرص المتاحة . * إستراتيجية الأوتوجينيك : يستخدمها بعض الأطباء كأسلوب من أساليب العلاج . في هذه الاستراتيجية مهم أن تعرف أن العقل في حالة اللاوعي لا يعي الأشياء، بل ينفذها كما تقولها له، ولكن مع تكرار التدريب يحدث تعديلات لكي تكون أفضل، هناك مقولة لحكيم صيني “ يجب أن ترى في ذهنك الشيء الذي تريد تحقيقه قبل أن تراه في الواقع “. * الصورة الذاتية : هي المفتاح الأساسي لشخصية الإنسان وسلوكه، فإذا طرأ تغيير على الصورة الذاتية لأي فرد منا فسوف يتأثر سلوكه وتتأثر شخصيته بهذا التغيير . إن الصورة الذاتية لكل منا هي محصلة المواقف المتنوعة التي يتخذها كل فرد انطلاقاً من قدراته في مختلف المجالات التي يتعرض لها، وعلى ذلك فهي الصورة التي يكونها كل واحد منا عن نفسه، وهي في غاية الأهمية بالنسبة لكل فرد، لأننا لا يمكن أن نصبح أكثر تأثيراً فيمن حولنا أو أكثر نجاحاً أو أشد إبداعاً إلا بقدر ما توحي به صورتنا الذاتية، فهي السقف الذي يحد من امتداد التأثير إلى أبعد حد . إن النجاح الحقيقي هو الذي ينبع من الذات وتعززه روح الفريق والرغبة بالإنجاز المتفوق والنجاح الكبير والأمل بتحقيق الأهداف السامية التي تساعد الآخرين على التقدم والنمو، لأن مساعدة الآخرين على النمو تعطي معنى للحياة، فمن يستطيع تطوير هذه الخاصية في شخصيته يعرف معنى السعادة الحقيقية، بعكس من تملأ نفسه الرغبة بالمكاسب الشخصية .
د . نيللي حسين كامل العمروسي أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي المشارك بقسم علم النفس – كلية التربية بجامعة الملك خالد