أسهمت الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية في تميز واقعنا الاقتصادي على المستوى العالمي بأرقام قياسية وغير مسبوقة، ما جعل أنظار العالم تتجه لها كونها تحققت في وقت يعيش العالم معوقات وتحديات اقتصادية كبرى. وفي يومنا الوطني نستحضر الدور والحضور الكبير لهذه الإصلاحات والمبادرات والبرامج التي عملت عليها دولتنا وقيادتها ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، مما جعل بلادنا تتجاوز عقبات عالمية كبرى وتاريخية، والتي من أهمها التعامل المثالي وقائيا وإداريا واقتصاديا وصحياً مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19)، وبفضل الله كانت بلادنا من أقل بلدان العالم تأثراً من هذه الجائحة العالمية، وخاصة في جانب صحة وسلامة الإنسان، وفي تجنب الأثر على عصب الحياة الاقتصادية، حيث تُعد المملكة الدولة الوحيدة في مجموعة العشرين التي تمت ترقية توقعات صندوق النقد الدولي لنموها مرتين في العام الحالي 2022م، فضلا عن تجاوز معوقات أخرى تمثلت في حرب روسيا وأوكرانيا، وأزمتي غذاء ومناخ عالميتين، فضلا عن آثار اقتصادية يشهدها العالمي لانتشار موجة تضخم واسعة النطاق. في هذا اليوم المجيد لذكرى اليوم الوطني يفخر المواطن وكل من يعيش على ثرى بلادنا بالدعم غير المحدود من حكومتنا الرشيدة للجوانب الاقتصادية عبر رؤية 2030 التي قدمت خطوات وإجراءات هيكلية ومبادرات استثمارية جنبت الاقتصاد الوطني عقبات تعثرت فيها دول اقتصادية وصناعية كبرى، حيث نلمس بلغة الأرقام الواضحة انتعاش معدلات النمو الاقتصادي، واحتواء التضخم، وتزايد قوة المركز الاقتصادي الخارجي للمملكة. مع الاهتمام بقضايا جوهرية تعزز واقع الاقتصاد الجديد، كمبادرة السعودية الخضراء واستراتيجية الاقتصاد الدائري للكربون. وكان خبراء صندوق النقد الدولي قد توقعوا نمواً في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للمملكة هذا العام بنسبة 7.6 %، ونمو القطاع غير النفطي بنحو 4.2 %، وزيادة فائض الحساب الجاري إلى 17.2 % من الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك احتواء التضخم الكلي عند 2.8 % في المتوسط، كما أشاروا إلى أن تأثير الأوضاع العالمية على اقتصاد المملكة محدود.