كلنا يدرك أهمية النشيد الوطني وما يعنيه ومدى أهميته.. فمتى ما سمعت عزف موسيقاه سواء كنت حاضرا في المكان أو المناسبة التي يتم العزف فيه أو حتى عابرا بجواره أو حتى لدى سماعك له في المذياع أو أي وسائل التواصل الاجتماعي.. عندها تقف إجلالا واحتراما لهذا النشيد الغالي ولا تكاد تجاهله على الإطلاق، لماذا؟ لأنه يمثل عمق الانتماء والجذور ومفخرة التباهي بالوطن العظيم.. فالإنصات للنشيد الوطني وترديد كلماته سواء وفق النسق اللحني أو صامتا ليس إلا مدعاة للفخر وإيقاد بشموخ للحس الوطني. وكان من الجميل جدا حينما تم زرع هذا الإحساس الوطني مبكرا عند الأبناء خاصة مع أولى مراحل التعليم المبكرة بتلقينهم وترديده صباحا مع بدء اليوم الدراسي بشكل يومي، ومتابعتهم بدقة وشرح معاني الكلمات ومدلولاتها حتى يتم الحفظ والفهم معا في المقابل معاقبة كل من يتخاذل من الأطفال في المشاركة لينشأ على استشعار المسؤولية التامة والاحترام بالحب والعزة بالشعور والانتماء للكيان العظيم "المملكة العربية السعودية". ونحن على أبواب ذكرى الاحتفال اليوم الوطني.. يحلى الكلام عن النشيد الوطني والذي مر بفترات التأسيس الأولى، والتطويرية، التي كانت في عهد المغفور له بإذن الله تعالي الملك خالد بن عبدالعزيز، حينما زار الجمهورية العربية المصرية، وتم عزف السلام الوطني المصري مصحوبا بالنشيد الوطني لها.. وتم عزف السلام الملكي للمملكة العربية السعودية "دون كلمات" تصحبه، حينها أمر جلالته في فكرة إدخال نشيد وطني خاص للمملكة، وبالفعل قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل -يرحمه الله- بطرح اسم الشاعر إبراهيم خفاجي على معالي وزير الإعلام الأسبق محمد عبده يماني ليتولى شرف كتابة كلمات النشيد، وفور وصول التكليف للشاعر الراحل إبراهيم خفاجي الذي تحمس كثيرا وبدأ الإعداد والتجهيز بكل شغف لهذا النشيد الذي سيصاحب السلام الوطني في كل مكان، لكن إرادة الله أجلت إتمام المشروع.. ولكن في المرحلة الثانية وبأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- تم إكمال صياغة "النشيد الوطني" وتجهيزه وظهر إلى النور وفق تعليمات جلالته التي اشترطت ألا يحتوي النشيد الوطني على اسم ملك بعينه، وذلك حتى يكون مناسبا لكل وقت وزمان. وبالفعل استطاع الشاعر إبراهيم خفاجي انتقاء كلمات النشيد لترقى لمكانة النشيد الوطني للمملكة، وبالتعاون مع الموسيقار سراج عمر -يرحمه الله- الذي قام بتوزيع الكلمات وتركيبها على السلام الوطني ليكون الشكل النهائي للسلام الوطني المعروف حاليا، بعد إجازته من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -غفر الله له- والذي أبدى إعجابه. من ثم بدأ توزيع نسخ من النشيد الوطني الجديد على سفارات المملكة، ومنذ ذلك الحين بدأ استخدام النشيد الوطني للمملكة في جميع المناسبات الرسمية، وكذلك بدأت المدارس في عزف السلام الوطني مصحوبا بالنشيد الحالي: سارعي للمجد والعلياء ..مجدي لخالق السماء ..وارفعي الخفاق أخضر.. يحمل النور المسطر.. رددي الله أكبر .. يا موطني.. موطني ..عشت فخر المسلمين.. عاش المليك: للعلم والوطن.