يبدو أن بعض إن لم يكن أغلب فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، قررت إداراتها أن تبقى خارج الصورة في المشهد الفني، بل خارج الرؤية والمرحلة، حيث لا نسمع ولا نرى شيئاً من العمل الفني الذي من أجله تم فتح الفرع، فعلى النقيض تماماً هناك فروع أخرى وهي قليلة جداً في مناطق رئيسية مازالت تقوم بدورها من أفعال وأعمال لمسرحيات ومعارض تشكيلية وأمسيات فنية وغيرها، كفرع الأحساء وفرع الدمام والفروع في الرياض والطائف وجدة وأبها، ترى من المسؤول عن هذا السبات بمؤسسة فنية عامة تتلقى الدعم دون أن تشارك بعض فروعها بشيء؟ هذه الفروع التي تيبست ليست ملكاً لمن نُصبوا على إداراتها، هم يستلمون مخصصات مالية رواتب ومكافآت وإعانة مادية لكل عمل فني لكن دون أي فعل أو عمل! من جهة أخرى الفنانون المسرحيون يتداولون قبل كورونا وبعدها موضوع بقاء ومن عدم بقاء الجمعية والتي يعتبرونها الشجرة الخضراء المثمرة وبيتهم الثاني منذ خمسين عاماً مضت، كيف لا وهي التي انطلقوا منها ليثروا الساحة الفنية والثقافية، ويتداول المسرحيون كذلك احتمالية إلغاء الجمعية المؤسسة ذات الإرث الفني التاريخي والأرشيف الثقافي المهم والتي مازالت تعني لهم الشيء الكثير، الآن يريدون الاطمئنان والتوضيح عن مستقبل الجمعية، هل سترحل أم ستبقى مع التغيير في هياكلها الإدارية ودعمها مادياً لتنهض من جديد؟ كان الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- يحب المسرح وأنشأه ورعاه ودعمه في إطار الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حينما كان مسؤولها الأول، كان مؤمناً بأن المسرح جزء من الثقافة والفنون والرياضة، وكان على قناعة بأن المسرح عنصر فعال وداعم ومساند للشباب، يحضر ويتواجد ويتعايش مع الشباب المسرحي في كثير من المناسبات المسرحية بمختلف مناطق المملكة التي يتواجد بها مسرح، وقد ينوب عنه أحد وكلائه إذا لم تسمح الظروف بالحضور، في عهده كانت عروض مسرح الجمعية أعمالاً ذات طابع اجتماعية جماهيرية، ومشاركات مسرح الشباب فيها أعمال ذات طابع مهرجانية محلية وخارجية، كان المسؤولون في رعاية الشباب "الإدارة الثقافية" أكثرهم من المثقفين والفنانين، لهم ثقلهم وقيمتهم في الأوساط الثقافية والفنية والاجتماعية، لذلك ازدهرت الفنون بشتى أنواعها خاصة المسرح الذي ذاع صيته محلياً وخليجياً وعربياً، لكن بعد وفاة الأمير فيصل بن فهد، تضاءلت عروض المسرح بالجمعية شيئاً فشيئاً، الأمر الذي أدى إلى هجرته لمهرجانات خارجية، ومن ثم تعطلت لغة الكلام في المسرح الاجتماعي "30" عاماً، لكنه في الآونة الأخيرة عاد بحلته الاجتماعية الجماهيرية الجديدة ضمن رؤية "2030" من خلال هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، وكذلك من خلال هيئة الترفيه، فأهلاً به وبعودته الحميدة.