أجمل اللحظات حينما تستمتع بمشاهدة برنامج تلفزيوني يشدك ويجذبك إلى متابعته وتتفاعل مع كل كلمة تقال في البرنامج، ربما تؤيد تارة وتعارض تارة أخرى وربما أيضا تستنكر في بعض الوقت، وتتمنى في لحظات لو أن تكون داخل البرنامج أو تشاركهم اطراف الحديث في مداخلات وتوجه أسئلتك بشكل مباشر. يحصل كل هذا وأنت خلف الشاشة.. لكن السؤال كيف يتكون هذا الشعور؟ وماهي العوامل التي تجعل المتابع ينشد إلى البرامج أو يضغط زر آخر في "الريموت" لينتقل إلى محطة أخرى؟. وقبل أن نذكر إجابات هذه الأسئلة يجب أن نعرف بأن التكاملية في الأشياء لها أركان وأعمدة تقف عليها فالبنيان الجميل مثلا يقف على هندسة تصميمه من فكر مهندس بارع على الورق بمواصفات ومقاييس وحسابات في غاية الدقة ثم التنفيذ المتقن ومرورا باللمسات الجمالية حتى التشطيب النهائي.. كذلك الحال في البرامج التلفزيونية، فقد تبدأ بفكرة ثم تتبلور هذه الفكرة وتتطور حتى تصبح مادة متكاملة جاهزة للعرض.. وأركان هذا البرنامج يقف على "المعد -المذيع- المخرج" وكل منهم يكمل الآخر متى ما قام بدوره على أكمل وجه، ولكن تختلف مقاييس الإبداع وإن كان النجاح واحد.. فمثلا هناك من يقيم نجاح البرنامج من حيث النوعية أي نوعية المحاور التي تم طرحها في البرنامج وشدته الأسئلة وقالت ما يجول في خاطره. وهنا يثني كثيرا على "معد" البرنامج ويصفه بوابل من الاطراءات، كأن يقول هذا المعد "شاطر" أستطاع أن يعد الأسئلة أو المحاور بدقة وبذل مجهوداً في البحث عن كيفية إعداد الأسئلة ودراسة موضوع النقاش بشيء من التفصيل حتى بنى كتابة هذه الأسئلة. وآخر يقيم نجاح البرنامج من خلال إدارة الحوار ويشده ال(المذيع" في كيفية طرح الأسئلة على الضيف ولباقته وأدبه في تقديم الضيف وإنصاته باحترام كبير تدل على أخلاقه الرفيعة لاسيما إبتسامته التي يبدو عليها طوال وقت البرنامج مما أضافت روح بهيجة على البرنامج. وأخيرا حتما يوجد من يشيد بالمخرج وكيفية توزيع اللقطات على ضيوف والمذيع وتوقيتات مناسبة تبين قسمات وتعابير الوجيه على محياهم خاصة عند ذرة النقاش أو احتدامه. كذلك إختيار الأضواء المبهرة والديكور الجميل المناسب لموضوع البرنامج. وهذه هي إجابات الأسئلة أعلاه حينما تتحقق هذه العوامل يكون البرنامج قد حقق التكاملية ولكن هناك عامل مهم أخير وهي الثقافة والإلمام الكامل إلى جانب حب العمل فمتى ما أحب الإنسان عمله أو ما يقوم به حينها يكون قد أتقن.