تواصل «الرياض» اليوم، ركضها ومسيرتها في ظل الإعلام الجديد عبر العديد من المنصات الافتراضية مؤدية رسالتها بجدارة واقتدار، ومشاركة بفاعلية في مسيرة الحراك الاقتصادي والتنموي الذي تشهده المملكة.. احتفلت صحيفتنا الرصينة (الرياض)، الأسبوع الماضي ولم تزل بمناسبة مرور 60 عامًا على إصدارها، فخورة بنجاحاتها وبذلها جهوداً استثنائية كبيرة في خدمة الإعلام والوطن والعالم العربي، وكانت شاهداً على حقب وأزمنة مضت وعاصرت أحداثاً كثيرةً، دفعتها لتتبوأ مركز الصدارة وكانت ملء السمع والبصر وسيدة الساحة الإعلامية، وأصبحت لاعباً يشار إليه بالبنان بصنع الأحداث ومواكبة التطور الذي عاشته المملكة العربية السعودية والعالم العربي، ونجحت خلال تلك السنوات في إبراز عجلة الإعلام السعودي وإيصاله لمكانته الحقيقية التي تليق به. ومنذ صدور عددها الأول من عام 1385ه، في حي (المرقب) بالرياض، حيثما كانت بدايات صناعة المشاهد الثقافية العربية، انطلقت مهيبة رصينة، ثم قفزت في 1394ه في نقلة تطويرية حديثة لمواكبة النهضة التنموية في المملكة، عبر عمل إعلامي مهني وتبويب متكامل ساهم في رصد ونقل الصورة المشرفة للتنمية وللوطن، كشريك إعلامي مهم، أسهم في تناولها الموضوعي للأحداث المحلية والعربية والعالمية بكل توسع ومهنية عالية. ولعلنا نتوقف هنا، في يناير 1990م وتاريخ مجيد للصحيفة حيث كان خطاب أمير "الرياض" حينها وسيد الصحافة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بكلمته التي خلدها التاريخ لجريدة «الرياض» في بدايات انطلاقها: «على جريدة الرياض أن تبحث عن المتاعب لأن الصحافة هي البحث عن المتاعب، وصحافتنا في أول الطريق ومن سار على الدرب وصل» فكانت رؤيةً استشرافية لها وخارطة طريق استثنائية فعلاً. وفي 2014 كانت النقلة الثالثة للصحيفة عبر دخولها في العالم الرقمي من خلال موقعها الإلكتروني، والذي اكتسحته بشكل كبير وبأعداد مهولة من القراء والزوار، وأن تصنع لها مكانة خاصة بينهم، وحصولها على جوائز دولية وأرقام وتصنيفات ريادية. والمتابع أيضاً يجد أن "الرياض" شهدت تطورات في مستوى أداء رسالتها وتميزها بالرصانة والحيادية وكان لتغطياتها الصحفية المميزة، أثرها في دفع عجلة التطور التنموي والاقتصادي والثقافي، وذلك من خلال ما يطرح فيها من رؤى وأفكار. ولم تتوقف صحيفتنا من التجديد والسبق، بل إنها أخذت تتنامى وتتصاعد في دعم الثقافة والحراك الأدبي بالنشر والنقد والتبويب وكذلك باستقطاب أهم الأسماء في الأدب والفكر والثقافة وكتابة الرأي، وأصبحت للأمانة بقسمها الثقافي مركزاً ثقافياً صحفياً رقمياً ومرجعاً للمثقفين والأدباء بتنوع أجناسهم الأدبية والكتاب، وهذا ينطبق على جميع أقسام صحيفتنا الغراء. وعلى الصعيد المهني، تعد "الرياض" الصحيفة مدرسة متفردة خرجت أجيالاً من الصحفيين والصحفيات الأكفاء الذين كانت لهم إسهامات مشرقة في مسيرة النماء التي تشهدها مملكتنا الحبيبة، وبمثّل ما كانت قوة انطلاقتها الورقية، فإنها تواصل بذات العطاء مسيرة أدائها الصحفي المميّز في ظل الإعلام الجديد عبر العديد من المسارات الافتراضية، لتصبح شريكاً فاعلاً في مسيرة النهضة وصناعة التغيير. بقيت صحيفة الرياض على مدى 60 عاماً منبراً إعلامياً وطنياً، وأحد أهم أركان الصحافة السعودية، ولها دور رئيس في تطّور الإعلام السعودي ومواكبة النهضة التنموية التي عاشتها وتعيشها بلادنا الغالية، وتميزت بالثبات على المصداقية والموثوقية والعمل الصحفي الرصين، لتعد "الرياض"، جامعة الصحافة السعودية ومدرستها الشمولية، احتضنت وخرجت العديد من الكفاءات والقيادات الإعلامية الوطنية المميزة. وهي ولاتزال تمثّل أهم الصحف الوطنية التي عملت عبر مسيرتها كما أنها أحد مظاهر تطوّر الصحافة السعودية التي واكبت المستجدات عبر أكثر من نصف قرن لتكون ضمن أفضل الصحف على المستوى الوطني والإقليمي. وبذات العطاء الممتد، تواصل "الرياض" اليوم، ركضها ومسيرتها في ظل الإعلام الجديد عبر العديد من المنصات الافتراضية مؤدية رسالتها بجدارة واقتدار، ومشاركة بفاعلية في مسيرة الحراك الاقتصادي والتنموي الذي تشهده المملكة، ولا شك أن ما يتوافر للصحيفة من كوادر مهنية مؤهلة سيجعلها تواصل تألقها في عالم الصحافة الحديث.