نؤمن بوجود مواهب فطرية بين بني البشر، لأننا نؤمن بأن الله يهبها لمن يشاء من عباده سبحانه وتعالى. وهبات الله ونعمه كثيرة "وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها". لذلك قد تجد بيننا من يملك صوتاً جميلاً عذباً، أو رياضياً تجتمع فيه خصائص مهارية خاصة ينفرد بها عن غيره، أو عالما يأتي بفكرة تُدَرَس، لأنها ستفيد المجتمع والبشرية. ولكي تُكتشف هذه المواهب من المجهول إلى الوقع وخروجها إلى النور بدل أن تقبع وتتوارى في الظل.. لابد أن تصقل هذه المواهب، أي يجب أن تجد المناخ الملائم والمحيط المناسب في بيئة حاضنة ومثالية تساعدهم على النضوج، وبالتالي يستفاد منها ومن عطائها ونضمن بالتالي استمراريتها على مدى بعيد بشكل صحيح. وأهم هذه الخطوات للحفاظ على هذه المواهب التعليم في بادئ الأمر إذا كانت تحتاج هذه الموهبة إلى ذلك أو مزيد منه ثم التثقيف، وهذا الجانب مهم جداً لأن هذه الموهبة تسير وفق برنامج زمني ويكبر شأنها شيئاً فشيئاً حتى تصبح فيما بعد عَلَماً بارزاً أو نجماً لامعاً يشار إليها ويكون فيما بعد مقصداً لوسائل الإعلام لاسيما المواقف الرسمية التي تتطلب منه التحدث والخطابة. من هنا يجب أن يكون الموهوب أو الفنان مثقفاً.. ولا يعني أن الثقافة تتمحور حول التعمق في المؤلفات والمجلدات الأدبية أو السرد القصصي والروايات كما أخذ عن المثقفين بأنهم أناس يتعاطون النقاشات الأدبية في الصالات الثقافية فقط.. لكن ما أعنيه هو أنه يجب على الفنان وهو أحد (الموهوبين) أن يتزود بجرعات ثقافية خاصة في مجاله وعليه التوسع في ذلك، ولن يقف عند جمال صوته الأخاذ من خلف (المايك) عند أدائه الأغنية مثلاً.. لأنه مطلوب منه بعد ذلك أداء مقنن على حسب التطور الموسيقى والمقامات و(النوتة الموسيقية) التي يتقيد فيها. لأن الفن والموسيقى أصبحا صناعة قائمة على علم مؤطر داخل منظومة إبداعية. وأمر آخر حول أهمية أن يكون الفنان مثقفاً باعتباره "قدوة" فعليه أن يملك أدوات التوجيه والنصح من خلال ما يقدمه لأن الأعين تراقبه والآذان تتبعه بالسمع.. وعندما يقف أمام الوسائل الإعلامية عليه الحديث بشكل مثالي وواضح من خلال انتقائية المفردات التي يتفوه بها إلى شرح ما يقدمه من أعمال. وهو الأمر نفسه ينطبق على الجميع ليشمل الفنان "المطرب" أو الرياضي "اللاعب" أو غيرهما.