هو الشعور بالضغوطات الحادة أو العالية أو الكثيرة التي قد تكون ذهنية أو عاطفية، وعادةً ما تتحول تلك الضغوطات الروتينية اليومية إلى توتر في حال عدم مقدرة الأفراد في تحملها والتعامل معها، ويختلف الناس في تفاعلهم مع التوتر بحيث قد يكون أمراً ما يشكل ضغطاً وتوتراً لشخص، نفس ذلك الأمر قد يكون أمراً محفزاً وإيجابياً لشخص آخر. تشكل الاحتياجات الأساسية والمتطلبات الحياتية توترات في بعض الأحيان، مثل الوضع في العمل، العلاقات الاجتماعية، المادة، الخلافات المنزلية، إلخ، وقد تتحول تلك الأمور الروتينية إلى توتر، وهذا سيؤثر على مجريات الحياة اليومية وعلى المزاج وردود الأفعال، وبالتالي يؤثر على المشاعر والتفكير وقد تظهر بعض الأعراض التي وجب الانتباه لها مثل مشكلات اضطرابات النوم والتعرق الزائد وفقدان الشهية وصعوبة التركيز والشعور بالضيق والحزن والاكتئاب، وتزيد الأفكار السلبية في الذهن ويبدأ القلق وحالات الغضب والعصبية لأتفه الأسباب، وفي مرحلة لاحقة قد تتطور الأعراض لتكون جسدية، وقد تشمل الصداع والدوار وآلام الرقبة والكتفين ومشكلات الجهاز الدوري والقلب والجهاز الهضمي والمناعي والسيكولوجي، حيث قد تتحول إلى الذهان أو الاكتئاب. قد لا يستطيع الإنسان منع حدوث تلك الضغوطات سواء كانت خارجية أو داخلية، ولكن من الممكن وضع تفكير وتطبيق جاد لكيفية التعامل مع تلك الضغوطات لزيادة التحمل ومنع التوتر، وهذا يتطلب أولاً إرادة حقيقية، وهناك عوامل تساعد الإنسان على تحمل التوترات اليومية منها الوعي العاطفي والمقصود به هو التعرف على وضعك حينما تكون متوتراً بحيث تستطيع السيطرة ويمكنك العمل على ممارسة تقنيات الاسترخاء فوراً، وتوافر وتقبل الدعم والمساندة من قبل الأهل والأصدقاء وزملاء العمل، ووجود الثقة بالنفس، وتوازن الطباع والتصرفات تجاه الناس والأمور اليومية الروتينية، وهناك عوامل بالإمكان تبنيها والعمل على تطبيقها وذلك لزيادة تحمل الضغوطات اليومية أو التوتر حال حدوثه وهي الغذاء الصحي المثالي، ممارسة الرياضة باستمرار وبشكل دوري ومنتظم، النوم الجيد والمريح، تعلم تقنيات الاسترخاء وهناك العديد منها، والعمل على تشغيل بعض الحواس الخمس كالاستماع للموسيقى أو الحركة أو الاستمتاع بالمناظر الطبيعية المريحة للنفس. التوتر لا يعتبر مرضاً في حد ذاته، وقد يزول بزوال السبب، ولكنه قد يؤدي إلى اضطرابات في السلوك والتفكير أو بعض الأمراض العضوية التي قد تكون خطيرة جداً على الحياة في حال عدم الوعي بها والتفكير الجاد في محاولة وضع حد له، ولهذا يلعب الوعي والتعرف على أعراضه والقبول بوجود الضغوطات التي تحولت إلى توتر يومي والوعي بالوقاية منه هو نصف الحل، وحتماً الوقاية خير من العلاج. تحتفي الرابطة الدولية لعلاج التوتر سنوياً بالتوعية بهذا الاضطراب؛ والرابطة هي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية التي تأسست بادئاً تحت مسمى الرابطة الأميركية للسيطرة على التوتر العام 1974 وتطورت إلى أن تم دمج الفرع البريطاني مع الفرع الفرنسي العام 1989، ولديها مراكز في 8 دول والعديد من الأعضاء في مختلف الدول حول العالم، ومن أهدافها الرئيسة رفع الوعي للوقاية من التوتر في مواقع العمل والتمتع بالرفاهية في الحياة وتحسين الأداء والسلوك للأفراد في المجتمع.