تعد العلاقات السعودية - الفرنسية علاقات راسخة وقوة متينة بصداقة تاريخية بين البلدين وتاريخ حافل من التعاون المشترك عبر التاريخ والتي يسودها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتعميق أواصر التعاون المثمر من أجل المحافظة على الاستقرار الإقليمي والدولي. العلاقات الثنائية يعزز العمل المشترك والدفع بالعلاقات الثنائية إلى مزيد من التعاون الوثيق والبناء المبني على الثقة والمصالح المشتركة، بما يأخذ بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى آفاق جديدة واعدة. حيث تقوم العلاقات بين المملكة العربية السعودية وفرنسا على مصالح استراتيجية مشتركة تتمثل في حفظ الأمن بالمنطقة وبذل جهود مشتركة لمحاربة الإرهاب والتقاء وجهات النظر بشأن الأزمات في المنطقة. الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، متينة حتى إنها تتيح تعميق الحوار بين البلدين بشأن هذه القضايا، كما أن العلاقة تقوم وفق استراتيجية مبنية على الثقة، والاحترام المتبادل، وتعميق أواصر التعاون المثمر، للمحافظة على الاستقرار الإقليمي والدولي، وتبادل الرؤى ووجهات النظر. ولعل أرشيف ذاكرة العلاقات السعودية الفرنسية يزخر بصور تجسد شراكة من أجل التنمية، وصداقة متينة، بين البلدين، تمضي قدما بقوة وثبات. وسجلت في مختلف الميادين خطوات رائدة وثابتة، حيث تكتسب أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية، لا سيما البعد السياسي، ما يتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة العربية السعودية والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعا متميزا. ولعل سياسة البلدين تهدف إلى الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص، حيث تثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات السعودية الفرنسية من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما اللتين تعبران عن الارتياح التام، وتطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة والبحث لإيجاد حلول لمستجدات المشكلات في المنطقة. العلاقات التاريخية وتشهد العلاقات السعودية الفرنسية التي بدأت بوادرها عام 1926 عندما أرسلت فرنسا قنصلاً مكلفًا بالأعمال الفرنسية لدى المملكة، ثم أنشأت بعثة دبلوماسية في جدة عام 1923م، وتوالت خطوات إرساء العلاقات حيث دخلت مرحلة جديدة ومتميزة عقب زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- لفرنسا عام 1967م ولقائه الرئيس الفرنسي شارل ديجول، مثلت تلك الزيارة دعمًا وتطورًا مستمرًا ليشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين. وجرى خلال تلك الفترة المديدة من تاريخ العلاقات تبادل الزيارات بين قيادات البلدين، وكبار المسؤولين فيهما، مما شكلت حلقات في سلسلة توثيق وتطوير العلاقات بين المملكة وفرنسا وتنسيق الجهود بما يعود بالمصالح المشتركة، على المنطقة والشعبين الصديقين. وفي عام 1986م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حينما كان أميرا لمنطقة الرياض والرئيس الفرنسي جاك شيراك، معرض المملكة بين الأمس واليوم في باريس تعرف الزائرون من خلاله على ماضي المملكة وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ونموها الحديث ومنجزاتها العملاقة. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 29 أبريل 1997م، فرنسا التقى خلالها الرئيس جاك شيراك، ووقع مع عمدة باريس جان لييري ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياضوباريس، والتقى عددا من كبار المسؤولين الفرنسيين. وفي 5 مايو 2015م حضر الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية السابق افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري الخامس عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، حيث يدعى للمرة الأولى رئيس دولة أجنبية لحضوره تقديرا من المملكة لفرنسا. العلاقات الاقتصادية يعد منتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي الأول أكبر تجمع اقتصادي سعودي - فرنسي يهتم بالشؤون الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، ويشارك فيه مجموعة من كبار المسؤولين في البلدين، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين ورجال الأعمال وكبار مسؤولي الشركات ويتناول فيه الجانبان تعزيز التعاون في عدد من القطاعات المهمة. تعد جمهورية فرنسا من الدول المستهدفة في الخطة الترويجية للهيئة العامة للاستثمار، حيث تأتي فرنسا في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث رصيد التدفقات الاستثمارية التي استقطبتها المملكة بإجمالي استثمارات تتجاوز 15 مليار دولار موزعة على 70 شركة فرنسية تستثمر حاليًا في المملكة، وتربط المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية علاقات مميزة في مختلف المجالات، حيث شهد شهر شعبان عام 1431ه افتتاح معرض «روائع آثار المملكة» في متحف اللوفر الذي استمر شهرين. كما أقيمت في جمادى الأولى 1433ه فعاليات الأيام الثقافية السعودية في مقر اليونيسكو بباريس التي تحكي سيرة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، والنهضة الثقافية والعلمية التي تطورت في المملكة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. العلاقات السياسية تقوم العلاقات بين السعودية وفرنسا على مصالح استراتيجية مشتركة تتمثل في حفظ الأمن في المنطقة المضطربة وبذل جهود مشتركة لمحاربة الإرهاب والتقاء وجهات النظر بشأن الأزمات في المنطقة، وتعدّ الزيارات الرسمية الثنائية المنتظمة خير دليل على متانة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا فهي تتيح تعميق الحوار بين البلدين بشأن هذه القضايا. التعاون الثقافي والعلمي والتقني التعليم الجامعي والتدريب المهني أصبح القطاع التعليمي في فرنسا يستقطب المزيد من الطلاب السعوديين، فثمة ألف وأربعمائة طالب سعودي يتابعون دراستهم حاليًا في فرنسا، في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يمول إرسال مائة وثلاثين ألف طالب إلى الخارج، أمّا فيما يخصّ التعليم الجامعي، فتضمّ ثلاث جامعات سعودية أقسامًا لتدريس اللغة الفرنسية أما في مجال الصحة فقد أتاح برنامج التدريب للأطباء المتخصصين، المبني على اتفاق حكومي وقّع في عام 2011، استقبال مئات الأطباء منذ عام 2006 وفي مجال البحوث، أُبرم اتفاق تعاون علمي بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمركز الوطني للبحوث العلمية في عام 2016 وتمخّض عنه إقامة برامج تعاون رفيعة المستوى تعليم اللغة الفرنسية تضطلع ثلاث مدارس بتدريس اللغة الفرنسية في المملكة العربية السعودية، مدرسة في الرياض تابعة لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج ومدرستان في جدّة والخُبر تابعتان للبعثة الفرنسية، وتضمّ هذه المدارس ما يقارب 3200 تلميذًا، ويُتاح أيضًا تعليم اللغة الفرنسية في المدارس السعودية خاصة في الرياض وجدّة، فهي تدرّس المنهاج الدراسية الفرنسية (إجراء امتحانات الشهادة الفرنسية في المدرسة الفرنسية في الرياض أو جدّة) أو تعلّم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية (شهادة دراسة اللغة الفرنسي (DELF) أو شهادة معمّقة باللغة الفرنسية (DALF) وقد أنشئ فرع الأليانس فرانسيز في السعودية في أكتوبر في عام 2010 من أجل تأطير عمل مراكز تعليم اللغة الفرنسية الثلاثة الموجودة في المملكة في الرياضوجدة والخُبَر. وصنّفت السلطات السعودية الأليانس فرانسيز مركزًا ثقافيًا في عام 2016.