عندما نتحدث عن النصر أو «فارس نجد» أو «العالمي» كما يحلو لمحبيه وعشاقه تسميته، فنحن نتحدث عن فريق كبير وتاريخي وصاحب أولويات غير مسبوقة على مستوى محيطه الجغرافي وله شعبية عريضة تتابعة بشغف من المحيط إلى الخليج، ولا أبالغ في مثل هذا الوصف. هذه الجماهير العاشقة والمحبة على اختلاف ميولها وفئاتها العمرية استبشرت خيرًا بعد تحركات إدارة الأصفر العاصمي ومن خلفها الداعم الذهبي، والتي نتح عنها إغلاق ملفات أتعبت قلوبهم وحناجرهم كثيرًا وقبل ذلك كلفت الفريق خسائر بطولية متتالية محلية وقارية وبشكل متكرر لا يكاد يُصدق! التحركات الصفراء التي تمت مؤخرًا أثمرت عن التعاقد مع الحارس الكولمبي الدولي (David Ospina Ramírez) والظهير الإيفواري جيسلان كونان ثنائي دولي وخبير وصاحب تجربة عريضة بملاعب أوروبا وبمنتخبات لها ثقلها وقيمتها القارية والدولية، وسيكون لهما بعد توفيق الله تأثير كبير بخارطة الأصفر العاصمي خلال منافسات الموسم المقبل. هذا الارتياح الكبير من قبل عشاق ومحبي «فارس نجد» على مثل هذه الصفقات الكبيرة والنوعية شابه الكثير من التوجس والخوف على مستقبل الفريق بعد الإعلان عن قائمة الثلاثين لاعبًا المغادرين لمعسكر الفريق الخارجي خلال الأيام القليلة المقبلة! أصحاب هذه النظرة التي ترى بأن فريقها حتى هذه اللحظة ليس بخير لا لوم على عليهم في ذلك، فبنظرة سريعة لقائمة الفريق الصفراء المغادرة لمعسكر الفريق الخارجي بمدينة ماربيا الإسبانية نجد أن خارطة الفريق مازالت بحاجة للكثير من المراجعة والتوقف كثيرًا، خاصة بعض المراكز التي مازالت بحاجة ماسة قبل أي وقت مضى للدعم بعناصر حيوية وخبيرة تضيف للفريق قوة وتميزاً كما حدث لمركزي حراسة المرمى والظهير الأيسر، فعمق الدفاع الأصفر بحاجة ملحة لدعمه بمدافع خبير ومتمكن يكون عوناً وسنداً للدولي المميز عبدالإله العمري والثنائي المحلي علي لاجامي وعبدالله مادو في ظل ضعف المردود الفني والمستوى الباهت الذي قدمه الأرجنتيني موري في منافسات الموسم الماضي والذي خرج منه الفريق صفر اليدين. مركز المحور الدفاعي هو الآخر أيضًا بحاجة ماسة لدعمه بلاعب خبير ومتمكن يستطيع ردم هذه الفجوة المقلقة للفريق وعشاقه فهي المنطقة الأهم للفريق وللمدرب في ظل تأرجح مستوى المحليين عبد الله الخيبري وعلي الحسن رغم اجتهادهما الكبير في الموسم الماضي إلا أن أياً منهما لا يمكن الاعتماد عليه في مركز له أهميته وقيمته كهذا المركز، مركز صناعة اللعب أيضًا بحاجة للدعم، فالفريق الموسم الماضي بلا صانع ألعاب صريح وحقيقي بعد أن أثبتت منافسات الموسم الماضي بأن النجم البرازيلي ( Anderson Souza Conceição) هداف وليس صانع لعب. هذه المراكز الحيوية والمهمة بخارطة الفريق لا أتوقع بأن مدرباً قديراً وخبيراً بحجم البرتغالي (Rudi García) سيغفل عنها أو سينتهج سياسة الجود من الموجود، وهو الذي أكد في أكثر من حديث له معرفته بفريقه بعد متابعته له لأكثر من نصف موسم، فالتحرك في هذه المرحلة مهم من قبل الإدارة الصفراء وصناع الفريق في القرار لتجهيز الفريق لمنافسات الموسم المقبل بكل ما يحتاجه خاصة أن فرصة الفريق في المنافسة على البطولات كبيرة في ظل انشغال بعض المنافسين بالمنافسة على أكثر من جبهة محلية وقارية كالهلال والشباب، وإلا سيكون الموسم المقبل كسابقه «صفراً» جديداً من المنجزات. فاصلة: منذُ مواسم طويلة لم تشهد الكرة السعودية توفر مواهب متعددة كما تشهده في وقتنا الجاري، فالفئات السنية بمنتخباتنا تزخر بمواهب فريدة ونوعية ومتلألئة كالغامدي أحمد وحامد والجوير مصعب وحسان والعقيدي نواف وغيرهم ممن لا يمكن حصره، ما يبشر بمستقبل مبهر لكرة القدم لدينا.