فجعت في الأيام الماضية القريبة بوفاة إنسانة قريبة إلى قلبي وقلوب كل من يعرفها بأفعالها ومواقفها وروحها وإنسانيتها التي تلمسها في كل موقف وفي كل وقت. إنها ابنة خالي (نوال بنت عبدالله الجعويني) رحمة الله عليها؛ التي أخذت من اسمها النصيب الوفير. فاسمها يحمل أجمل صفتين: العطاء، والخير. تلك الإنسانة التي أحبتها أسرتها وأحبت أسرتها أكثر، وأقاربها، وكل من عرفها. كانت جميلة المحيا؛ فابتسامتها لا تفارق محياها، حتى وإن كانت في أضعف حالاتها سواء من حيث التعب والألم أو خلافه. كانت جميلة الداخل بأخلاقها العالية، تحب أن تصل الصغير والكبير تحترم الجميع وتوقر كبار السن وتتواصل مع المرضى والمحتاجين. تفانت في العطاء لأسرتها وأبنائها. تحمل الهم عمن حولها حتى وإن كانت هي من تحمل الهم. لم تكن مصدر تعب أو وجع لأحد؛ بل كانت جميلة القلب لا ينساها من عرفها وتعامل معها. حتى وقت إصابتها بالمرض منذ عشر سنوات ماضية أخفت عن الجميع حتى لا تحمل الناس هم مرضها صبرت وصابرت وانتصرت، بإرادة الله ثم إرادتها وإيمانها، على مرضها وشفيت، ثم عاد لها المرض مرة أخرى منذ شهر لم تخبر أحداً؛ وحين تمكن منها المرض ودنت المنية أخبرت أخوتها ومن حولها وكانت لحظات فراقها أليمة حزينة مريرة وقاسية وموجعة على الجميع، البعيد قبل القريب. رحمك الله يا نوال يا صعبة المنال. رحلتي من حولك وقوتك إلى حول رب كريم رحيم يتولاك برحمته. ربّي إنها في ضيافتك فأحسن نزلها، واجمعنا بها وأحبتنا في فردوسك الأعلى.