بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم زيارة مهمة للمملكة، ويشتمل جدول الزيارة على قمة سعودية - أميركية، وقمة مشتركة، دعا إليها الملك سلمان، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بحضور الرئيس الأميركي. وتنعقد القمم في ظرف دولي وإقليمي دقيق، يتطلب تعزيز التنسيق ومناقشة مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. ونجحت المملكة مجدداً في إدارة ملف العلاقات السعودية - الأميركية بحكمتها وضبط النفس للوصول لتوقيت زيارة الرئيس الأميركي للمملكة، والذي فرضته الظروف التي يعيشها المجتمع الدولي جراء ما حدث من الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن ثم التضخم والتدهور الاقتصادي الحاصل في العديد من مواقع العالم. وتوقع سياسون في حديثهم ل»الرياض» أن تكون زيارة جو بايدن للمملكة مفصلية من شأنها معالجة العلاقة بين البلدين وإعادتها إلى مسارها الطبيعي وإتاحة الفرصة من جديد للبلدين لبحث مستقبل العلاقات، وينتظر أن تؤدي الزيارة لبحث عدد من الملفات لعل من أهمها بحث معالجة ملف العلاقة المتوترة بين البلدين الصديقين، وبحث المسائل الأمنية فيما يتعلق بأمن واستقرار دول المنطقة، ثم الملف اليمني الذي تكاد تتطابق فيه الرؤية السعودية والأميركية، وينتظر خلال الزيارة بحث الوضع الفلسطيني، والحث على القبول بالقرارات الشرعية الدولية، وحث إسرائيل على قيام الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، إضافة لبحث الملف النووي الإيراني. من جانبه ذكر الكاتب فارس حمد الربيعة المتخصص في الإعلام السياسي، أن العلاقات السعودية - الأميركية علاقات تاريخية تضرب جذورها في عمق التاريخ، حيث تمتد إلى ثمانية عقود، وهناك العديد من المصالح المشتركة التي تربط البلدين، ويدل على ذلك اللقاءات التي تمت بين قيادتي البلدين بداية من العام 1945م بين الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، فمن الطبيعي أن العلاقات بين كل دولة وأخرى تعتمد على تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، والمملكة وأميركا عنصران فاعلان على المستوى الدولي، وتعتبر زيارة الرئيس الأميركي الحالية خير دليل على حرص البلدين لتعزيز وتقوية هذه العلاقات، وأهمية الأدوار التي يقومان بها دولِيًا.