ليلة رسوب الأهلي في الامتحان الأخير أمام الشباب، وبفرصة النجاح الأخيرة له رفضها وبشدة لاعبوه، ليس لأنهم لا يريدون النجاح والتفوق، لكن لأنهم لا يمتلكون من الأدوات والممكنات ما تجعلهم يتجاوزون الاختبار الأخير. الأهلي لم يكن سقوطه للأولى غريباً ولا محيراً ولا تآمراً كما يردد البعض لتبرير الفشل الذريع، إنما كان مرحلياً ومتواصلاً من عام 2016 حين تعاقبت عليه الإدارات المتلاحقة دون خبرة في الحفاظ على مكتسبات 2016، أو تطويرها ومواصلة جلب لاعبين محليين مميزين وعدم التفريط بالنجوم، وأيضاً المحترفين الأجانب، وما طال هذا الملف من سوء اختيار وبمبالغ مالية كبيرة وشروط جزائية منهكة أرهقت ميزانيات النادي وحولته حملاً وديعاً أمام مطالبات لا يستطيع أن يفي بها أو على الأقل أن يتحملها. وكان لابتعاد رموز الأهلي الداعمين له الأثر المباشر على تلك الضوائق المالية على غير العادة والتي لم تعاني منها الأندية المنافسة مثل الهلال والنصر والاتحاد، لوجود داعمين كبار واصلوا الضخ المالي لأنديتهم. لقد أتت إدارة النفيعي هذا العام بعد أن رفض الكثيرون تسلم كرسي الرئاسة، والنادي يأن تحت قضايا متشابكة من الديون ومطالبات لا تتوقف، واستبشر الأهلاويون بهذه الإدارة الشابة والمتطلعة على الأقل لإغلاق ملف الديون وبهذه البارقة من الأمل التي أتت في اللحظات الأخيرة. إلا أن الخبرة على ما يبدو لي خذلت النفيعي ومن معه فهم لم يقرؤوا المشهد بتمعن لقوة المنافسة وشراستها فكان الاختيار الغريب حقاً وغير الموفق للمدرب هاسي الذي كاد أن يهبط بفريق الرائد دون أن يقدم معه إلا الهزائم التي كادت أن تودي برائد التحدي، وعلى الرغم من ضعف المدرب الفني الواضح لأي متابع إلا أن الإدارة وضعت «أذن من طين والأخرى من عجين» لمطالبات الجماهير ونداءات الإعلاميين المتلاحقة بإقالة هاسي، وتمت الإقالة كما يقال بعد خراب مالطا ولم يكن البديل بأفضل حال من هاسي، حيث أتى بسجل خالٍ من أي إنجازات تذكر بل إن أغلب الأندية التي دربها أقالته مبكراً هذا بالإضافة إلى اختيار لاعبين أجانب ليسوا في مستوى وقوة المنافسة بل أقل بكثير وبعضهم أتى من أندية هابطة. إضافة إلى ضعف اللاعبين المحليين بشكل واضح وفاضح وضعف خط الدفاع أهم خطوط الفريق التي عانى منها كثيراً. وقد كان للتراكمات المالية الأثر في عدم دفع الرواتب في حينها وعدم الحصول على الكفاءة المالية التي تخول الفريق تسجيل لاعبين أكفاء. إذاً هبوط الأهلي لم يكن مستغرباً أبداً كعمل فني وإداري واضح للمتابعين إلا أن الغرابة هبوط ذلك الاسم العريق في سماء البطولات والإنجازات للكرة السعودية ذلك النادي الثمانيني كيف له أن يسقط وهو يمتلك تلك المنجزات والقاعدة الجماهيرية الواسعة في كل أرجاء الوطن الحبيب.