تنتهج المملكة العربية السعودية سياسية خارجية تتلمس كافة القضايا الدولية المحورية المهمة في المجتمعات حولها، وتهدف جهود المملكة إلى تحقيق التنسيق والتكامل بين الدول إقليمياً وعالمياً في مختلف المجالات وفق رؤى وأهداف إستراتيجية مشتركة. حيث إن المملكة تضمنت في مسيرتها مع العالم خطوات من الوضوح القائم على الخطط الاستراتيجة، وتنفيذ الأهداف التي تتسم بالقدرة على التعامل مع كافة المستحدثات المتجددة في السياسة الدولية والإقليمية. وعندما نحاول أن نتلمس الأسس العامة للسياسة الخارجية لدى المملكة نجد أنها تقوم على مجموعة من المبادئ والثوابت والمعطيات المهمة التي تأثر بها، تاريخياً، ودينياً، واقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، ضمن أطر رئيسة، كما تقوم على تعزيز العلاقات مع دول من حولها، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول ويدافع عن قضاياها، وانتهاج سياسة علاقات تعاون مع الدول الصديقة، والقيام بدور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية. وتأتي في إطار تطوير العلاقات بين المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من حولها جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، والتي شملت مصر والأردن وتركيا، وقامت هذه الزيارة لما لها من أهمية كبيرة من حيث التوقيت والأهداف العدة التي نتجت عنها. حيث بحث سمو ولي العهد من خلال هذه الزيارات خلال هذه الجولة مع قادة الدول الثلاثة عدداً من القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وسُبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات. وينطلق دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، نظرًا للمكانة التي تتميز بها المملكة العربية السعودية وتهدف في سياستها الخارجية إلى الحفاظ على علاقاتها وتعزيز التضامن بين الحكومات حولها، والحفاظ على علاقات جيدة من الدول المجاورة. "مصر.. الشراكة الاستراتيجية" وفي إطار الزيارة التي قام بها ولي العهد إلى الدول الثلاث والتي بدأت بمصر والتي تمثل علاقة داعمة وتاريخية بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، نائب رئيس مجلس الوزراء، وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبدالفتاح السيسي. إن لهذه العلاقة رابطا قويا على مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي - المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو اتفاقيات عديدة وبروتوكولات ومذكرات للتفاهم بين مؤسساتها الحكومية في مختلف المجالات والقطاعات المهمة، والعلاقة بين جمهورية مصر العربية والمملكة تتجلى في العديد من المواقف التاريخية والدعم السياسي السعودي الدائم لمصر والعلاقة الثابتة الراسخة منذ القدم. التعاون العربي وتوجه سمو الأمير بعد ذلك إلى أرض المملكة الأردنية الهاشمية والتي تعكس العلاقات الأردنية السعودية التي تجسد النموذج المتقدم من التعاون العربي في جميع المجالات المختلفة بين المملكتين، وهي علاقة متميزة يمكن البناء عليها على كافة الأصعدة لتعزيز العمل العربي المشترك، كما أن الدولتين الأردنية والسعودية دائماً تسعيان إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية منها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ويعظم الاستفادة من الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين، لزيادة آفاق التعاون في الشؤون الاقتصادية. وتأتي العلاقات التي لطالما امتدت بين الجمهورية التركية والمملكة العربية السعودية والتي شهدت علاقات أخوية تربط فيما بينهم تنامياً مستمراً وتوافقاً في معظم المواقف حيال القضايا المختلفة في المنطقة والعالم، ويعود تاريخ هذه العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية إلى عام 1929، وذلك إثر توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين في العام السابق لها، إن العلاقات بين السعودية وتركيا قائمة وراسخة، وتتواصل النشاطات المختلفة بين البلدين لاسيَّما على الصعيد الاقتصادي والسياحي. تعزيز الأمن الإقليمي جولة الأمير محمد بن سلمان التي "انتهت" بزيارة تركيا، انعكاسات في الواقع لمكانة التي تتمتع بها السعودية على الساحة الإقليمية، وأيضا موقعها المميز ضمن دول مجموعة العشرين وما تقدمه من مبادرات حية ونشطة، فالعلاقات مع تركية شهدت سلسلة من القفزات النوعية. وفي نطاق هذه الجولات التي شملت كلا من مصر، والأردن، وتركيا، نظرة داعمة واستراتيجية واسعة النطاق، كما أنها تأتي ضمن حراك المملكة في كل الاتجاهات لدعم علاقاتها المتعددة بالدول من حولها، والمساهمة الدائمة في صياغة سياسات تعزز الأمن، والسلام الدولي، سواء من خلال المنابر الدولية التي تمثل محورا رئيسا فيها، أو عبر العلاقات الثنائية المباشرة والإسهام الدائم والدور الكامل الذي يؤدى في المشاريع التنموية، والاقتصادية، والإنسانية، والتي تنعكس من خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود - حفظه الله - في ترسيخ وتعزيز العمل العربي المشترك في شتى المجالات. ومروراً لدور المملكة العربية السعودية في اضطلاعها الدائم بدورها المؤثر والقوي في خدمة القضايا المختلفة على الصعيد الإقليمي العربي والعالمي، ويعد ذلك الدور قياديا ومحوريا جسدته المواقف المشرفة التي قامت بها المملكة على مر العصور، والسياسات الحكيمة التي دائما ما اتخذتها نحو القضايا التي واجهتها، والمبادرات الرائدة التي بذلتها في صعيد علاقاتها عالميا ومحلياً.