الجولات الإقليمية التي بدأ بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع إلى مصر الأردنوتركيا تهدف لتحقيق رؤية عربية عنوانها تعزيز التكامل وتوحيد الأهداف ولها اسهاماتها في دعم الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات العالمية. تحمل هذه الجولة في طياتها جملة من المحادثات والاتفاقيات التي بحث ولي العهد من خلالها مع قادة الدول الثلاث عدداً من القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات وقد نالت هذه الجولة أهمية كبرى في المنطقة بسبب توقيتها كونها استبقت وقت انعقاد قمة جدة والمنتظر انعقادها في 16 يوليو المقبل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. إذ أن تنسيق التوقيت والمواقف العربية تجاه قضايا المنطقة والقضايا الدولية قبيل القمة كانت بندا أساسيا تصدر مباحثات جولة ولي العهد السعودي مع قادة الدول التي زارها. تحدث سمو ولي العهد خلال جولته مع قادة الدول الثلاث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة وتعزيز العلاقات في شتى المجالات بين هذه الدول ذات الثقل الإقليمي والعالمي. يعتبر اللقاء الذي جمع ولي العهد والرئيس التركي هو الثاني خلال ست أسابيع بعد اللقاء الذي جمعهما خلال زيارة أردوغان للمملكة 29 أبريل العام الماضي. أكد على ذلك المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي د. محمد الحربي حيث ذكر بأن جولة ولي العهد تبرهن على أن الرياض هي محور ارتكاز ومركز ثقل استراتيجي منه تنطلق جميع الحلول للقضايا العالمية مما يؤكد أهمية ومكانة المملكة دوليًا. وتابع الدكتور الحربي» ان هذه الزيارات امتداد واستمرارية لسياسة المملكة وعلاقاتها الدولية لمناقشة سبل تطوير العلاقات الدولية والإقليمية وسبل إيجاد الحلول لها لحفظ الأمن والاستقرار العالمي والإقليمي». وتأتي زيارة ولي العهد التي بدأت بمصر وتشمل الأردنوتركيا في ظل أحداث سياسية وتغيرات جوسياسية مضطربة على مستويات الاقتصاد والأمن والتوترات في المنطقة وهي تعزيز للشراكات الاستراتيجية وتدارس المواقف المشتركة وهذا يأتي ضمن التنوع والتوازن في العلاقات السعودية والشراكات وهو نهج بدأه ولي العهد منذ خمس سنوات للتنوع في العلاقات والشراكات» وأضاف المحلل السياسي د. محمد الحربي: «زيارات ولي العهد الخارجية ترتكز على توثيق أواصر التعاون والعلاقات الخارجية للمملكة وهذه الجولة تأتي في ذات الإطار لجولات ولي العهد الخارجية السابقة ولتي بدأها في عام 2018 وشملت مصر وبريطانيا وفرنسا واسبانيا». كما أوضح د. الحربي أن زيارة ولي العهد لتركيا هي امتداد لزيارة الرئيس التركي أردوغان للمملكة مؤخرا مشيرا أن إلى أن الجميع يريد أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات ومن المتوقع أن يتم خلال هذه الزيارة توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين لإعادة العلاقات السعودية – التركية الى مسارها الصحيح وأكد ان الجانبين يتطلعان للتعاون الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي لآفاق أرحب متوقعا أن تناقش الزيارة لتركيا تباطؤ النمو العالمي ومجابهة التضخم الذي يواجه غالبية دول العالم ومنها تركيا وكذلك توقيع عدة اتفاقات وبروتوكولات أمنية واقتصادية ستساهم في دعم الاقتصاد التركي والذي وصل فيه التضخم إلى 70% فيما ختم حديثه د. محمد الحربي: «أن جولة ولي العهد والتي تأتي ما قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة ستناقش كافة القضايا والملفات والأبعاد والعلاقات الاستراتيجية والتوترات العالمية لمحاولة إيجاد سبل الحلول والتي سيتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس الأمريكي المرتقبة للمملكة في شهر يوليو القادم.