لا أعرف سبباً وجيهاً في تحامل بعض الرياضيين خاصة ضيوف القنوات الرياضية التي انتشرت في أكثر من قناة وتخاطب في بعض الأحيان ضيوفاً من بعض دول الخليج العربي ومقدمي هذه البرامج الرياضية في بعض هذه القنوات في إثارة بعض المواقف تجاه الحكام المحليين حتى أنهم يتحدثون ويتكلمون عن هذا الحكم وذاك ويمتد هذا أيضاً إلى بعض وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة وكل يدلو بدلوه، وقد يمتد هذا أيضاً إلى بعض وسائل التواصل الاجتماعي مما يثير بعض الجماهير الرياضية تجاه الحكام المحليين فهم من يؤيد نزاهته وحكمه وأغلبهم يقف ضدهم في تحكيمهم، وكل يغني على ليلاه تجاه ما يشجعه من فرق، وبعد أخذ وعطاء وهرج ومحاكاة تنتهي هذه الزوبعة بعد فترة قصيرة من الزمن كأن شيئاً لم يكن، لكن الحكم الأجنبي (الخواجة) كأن على رأسه الطير أو ريشة، الكل من رياضيين سواء رؤساء أندية أو لاعبين أو مشجعين، القلة منهم لا يتحدث عن أخطاء هذا الحكم الأجنبي خاصة إذا كان فريقهم هو الفائز والمنتصر، فلماذا هذا التحامل على الحكم المحلي؟ نحن لا ننزه هذا الحكم المحلي أو ذاك من الأخطاء التي تكون غير مقصودة أو لم يشاهدها أو يكون موقعة في الملعب أن اللعب خلف ظهره ولو أن رجل الخط الحكم المساعد مطلوب منه متابعة حركات وسكنات اللعب بين اللاعبين، لكن كما يقال: (الرقيب يغفل ولو حرص)، فلا تتحاملوا على الحكم المحلي فنظام التحكيم وقوانينه وأنظمته ومواده واحدة لا تفصل بين حكم محلي أو أجنبي خاصة من يحمل الإشارة الدولية من الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا) فهو مؤهل لإدارة أي مباراة تسند إليه كما شاهدنا أن بعض حكامنا وصلوا إلى العالمية في تحكيم دوري آسيا أو كأس العالم ولم ينتقدوا من جماهير هذه الأندية وتمر الأمور بسلام، فإذا سرنا على هذا المنوال بالتحامل على الحكم المحلي وتركنا الأجنبي فمستقبل التحكيم عندنا "محلك راوح"، لأن الحكم الأجنبي قد يقع في أخطاء قد تكون غير مقصودة أو عدم دقة ومهارة في احتساب أخطاء قد لا يقع فيها الحكم المحلي، فشجعوا حكامكم المحليين (كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ثم إن هناك أناساً فنيين في لجنة الحكام مسنود لهم تقييم الحكام يوضحون الأخطاء التي يكون الحكم قد وقع فيها بحيث لا يكرر الأخطاء غير المقصودة مستقبلاً. من أقوال أبي حامد الغزالي: "عظوا أنفسكم فإن اتعظتم فعظوا الناس" *رياضي سابق - عضو هيئة الصحفيين السعوديين مندل عبدالله القباع