يشارك في المؤتمر الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي الذي يعقد في جدة يومي 5 و6 من يونيو الجاري تحت عنوان "تجارب وآفاق" أكثر من 200 مشارك يمثلون الدول الأعضاء على مستوى الخبراء وأجهزة المنظمة ومؤسسات الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر ومراكز البحوث المتخصصة، إضافة إلى شخصيات إقليمية ودولية بارزة في مجال الوساطة، وحضور عدد من المراقبين لدى المنظمة والمندوبين الدائمين. واستكملت وزارة الخارجية في المملكة رئيسة القمة الإسلامية في دورتها الحالية ودولة مقر منظمة التعاون الإسلامي، بالتعاون مع الأمانة العامة للمنظمة جميع الترتيبات لاستضافة المؤتمر الذي يأتي تنظيمه في ظروف دقيقة تتواصل فيها الصراعات والنزاعات، في ظل ظهور أبعاد جديدة لتحديات السلم والأمن وخاصة جراء بروز العناصر الفاعلة من غير الدول، مثل الجماعات المسلحة داخل جغرافية منظمة التعاون الإسلامي والجماعات الإرهابية التي تهدد السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للدول الأعضاء. كما أن الأزمات الإنسانية غير المسبوقة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة أضافت تحديات جديدة نحو حل هذه الصراعات. وفي هذا السياق، فإن المؤتمر سوف يبحث وسائل مبتكرة وأدواراً جديدة لمنظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في جهود الوساطة الرامية إلى منع نشوب النزاعات وحلها. وإدراكا من الدول الأعضاء للأهمية القصوى للوساطة، فإن مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في إسلام أباد بجمهورية باكستان الإسلامية في مارس الماضي، أكد على التزامه بتعزيز الوعي بمنافع الوساطة باعتبارها أداة فاعلة لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الموارد، وذلك من خلال إسهامها في درء النزاعات وفضها. وشدد المجلس على ضرورة تعميم الوساطة في نطاق عمل المنظمة وأنشطتها وبناء المزيد من القدرات لأنشطة دعم الوساطة، مشيرا إلى أهمية تعزيز الشراكات في مجال الوساطة بين المنظمة والأممالمتحدة وغيرهما من المنظمات الدولية والإقليمية. يشار إلى أن المؤتمر يستهدف تفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء للمساهمة في الوساطة بالتعاون مع شركاء الوساطة الدوليين، وتبادل الخبرات الإقليمية والعالمية الفاعلة في مجال الوساطة ومنع النزاعات وتسويتها، والعمل على تفعيل دور الدبلوماسية الوقائية في هذا المجال، بالإضافة إلى مناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه فريق الاتصال المعني بالوساطة ودعم جهود الوساطة، إلى جانب حضور عدد من المراقبين لدى المنظمة والمندوبين الدائمين.