استكملت وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية رئيسة القمة الإسلامية في دورتها الحالية بالتعاون مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، جميع الترتيبات لاستضافة المؤتمر الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوساطة الذي يعقد في جدة يومي 5 و6 يونيو 2022 بعنوان "تجارب وآفاق". ويُشارك في المؤتمر أكثر من 200 مشارك ممثلين من الدول الأعضاء على مستوى الخبراء وأجهزة المنظمة ومؤسسات الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر ومراكز البحوث المتخصصة، بالإضافة إلى شخصيات إقليمية ودولية بارزة في مجال الوساطة، وبحضور عدد من المراقبين لدى المنظمة والمندوبين الدائمين. ويعقد المؤتمر في ظروف دقيقة تتواصل فيها الصراعات والنزاعات، في ظل ظهور أبعاد جديدة لتحديات السلم والأمن وخاصة جرّاء بروز العناصر الفاعلة من غير الدول، مثل الجماعات المسلحة داخل جغرافية منظمة التعاون الإسلامي والجماعات الإرهابية التي تهدد السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للدول الأعضاء. كما أن الأزمات الإنسانية غير المسبوقة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة أضافت تحديات جديدة نحو حل هذه الصراعات. وفي هذا السياق، سيبحث المؤتمر وسائل مبتكرة وأدواراً جديدة لمنظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في جهود الوساطة الرامية إلى منع نشوب النزاعات وحلها. وإدراكاً من الدول الأعضاء للأهمية القصوى للوساطة، فإن مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في إسلام آباد بجمهورية باكستان الإسلامية في مارس الماضي، أكد التزامه بتعزيز الوعي بمنافع الوساطة بوصفها أداة فاعلة لإنقاذ الأرواح والحفاظ على الموارد، وذلك من خلال إسهامها في درء النزاعات وفضها، وشدد المجلس على ضرورة تعميم الوساطة في نطاق عمل المنظمة وأنشطتها وبناء المزيد من القدرات لأنشطة دعم الوساطة، مشيراً إلى أهمية تعزيز الشراكات في مجال الوساطة بين المنظمة والأممالمتحدة وغيرهما من المنظمات الدولية والإقليمية. مما يذكر أن المؤتمر يستهدف تفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء للإسهام في الوساطة بالتعاون مع شركاء الوساطة الدوليين، وتبادل الخبرات الإقليمية والعالمية الفاعلة في مجال الوساطة ومنع النزاعات وتسويتها، والعمل على تفعيل دور الدبلوماسية الوقائية في هذا المجال، بالإضافة إلى مناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه فريق الاتصال المعني بالوساطة ودعم جهود الوساطة، إلى جانب حضور عدد من المراقبين لدى المنظمة والمندوبين الدائمين.