أكدت الدكتورة سارة العبدالكريم عضو هيئة حقوق الإنسان على أن (التنمر) ظاهرة موجودة في مختلف المجتمعات، ولكن يجب علاج المشكلة بكل حزم وقوة، ولابد من قيام الأب والمعلم ومدير المدرسة والمرشد الاجتماعي والحسابات الإلكترونية بمعالجة مشكلة التنمر. جاء ذلك خلال الجلسة الثقافية التي عقدها صالون أفق النسائي في السابعة من مساء الأحد 29 مايو الجاري بقاعة الندوات بفرع الخدمات وقاعات الاطلاع تحت عنوان:" من المسؤول عن القضاء على التنمّر؟" وذلك ضمن البرنامج الثقافي لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض للعام 2022م ، وأدارت الجلسة الأستاذة أفنان الخضر. وأوضحت د. سارة العبدالكريم أن هناك نوعين من الأطفال: طفل متنمر وطفل ضعيف، وأن التنمر من أكبر أسباب الانتحارات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد كانت بعض الثقافات المحلية والموروث الثقافي كانت تعظم دور (المتنمر) ، والضحية غالبا هو الضعيف المسكين، ولكن تبدلت المفاهيم اليوم، وهناك مباركة اجتماعية لمقاومة التنمر. وتساءلت الدكتورة سارة: هل نحن نحفز على التنمر؟ وأوضحت أن المجتمع قد يراه شيئا إيجابيا، وهنا أنا أبني وأعزز الاعتداء على حقوق الآخرين ، وهذه ثقافة (تنمر) ، ولكن التنمر هو مشكلة اجتماعية، وعلى المنزل والتربية المنزلية معول كبير في معالجتها ، ولكن نحن أوكلنا المشكلة للطفل وهي أكبر منه. وإذا كانت المملكة قد وقعت في العام 1995 اتفاقية حماية الطفل، وهناك قوانين وأنظمة وضعت لحماية الطفل، أتساءل : هل تم تفعيل هذه الأنظمة في المدارس؟ وأكدت د. سارة على أن هناك عبارات محلية متوارثة هي التي فرضت (التنمر) ، عبارات فوق القانون، والبيئة هي التي تصنع التنمر. وحددت أنواع التنمر في : الإقصاء الاجتماعي، والضرب ، والإيذاء النفسي ( وهو موجود عند البنات) والعنف الجسدي ( وهو موجود عند الأولاد) وشددت الدكتورة سارة على أن من حق الطفل أن يدافع عن نفسه، وهذا يحتاج إلى قوة نفسية فضلا على الجسدية، ولكن لابد من مسؤولية مشتركة لمعالجة التنمر يقوم بها الأب، والمعلم، ومدير المدرسة، والمرشد الاجتماعي. كما شددت على أنه لابد من التحرك تحركا قويا وجذريا ، وأن نحمي أطفالنا فالأمر خطير ومرفوض ، ولابد من محاربة الفكر الاجتماعي الذي ينظر إلى العنف الجسدي على أنه قيمة مهمة. وبينت د. سارة العبدالكريم أن هناك علامات تظهر على المتنمر عليه منها: عدم حب الذهاب للمدرسة، والسرحان الكثير، وقلة الثقة بالنفس، ولكن الأمهات بالتأكيد يعرفن كل شيء عن أطفالهن، وهن يشعرن بالتغيرات التي قد تطرأ عليه ، وهناك كثير من الأطفال لا يبلغون أهاليهم بالتعرض للتنمر خوفا من الملامة. ودعت أصحاب الحسابات الإلكترونية إلى مقاومة التنمر، الذي لم يعد يطال الطفل خلال ساعات اليوم الدراسي فقط ، بل هناك جروبات أنشئت للتنمر يدخلها الطفل فيسخرون منه، أو يركبون صورا على صور وينشرونها ويستمر ذلك طوال اليوم، وهذه مرحلة عظيمة من العنف في الاعتداء الإلكتروني خاصة مع الهوية المخفية في الحسابات الوهمية التي زادت من ظاهرة التنمر . واختتمت الدكتورة سارة العبدالكريم حديثها حول ظاهرة التنمر ببيان إحصائية أحد الاستطلاعات التي أجريت في (تويتر) وشارك فيها الآلاف من أولياء الأمور بينت أن 30% من الأطفال في الابتدائي يتعرضون للتنمر في الوسط الأسري، و11% في المتوسط، و9% في الثانوي. كما أشارت إلى أن المملكة تحتل مركزا متأخرا في التنمر فهي جاءت في المركز (50) من بين (58) دولة. وخلال الجلسة الثقافية تم عرض مجموعة من مقاطع الفيديو التي تبين أنواع التنمر مثل: الإيذاء، والسخرية، والعنف الجسدي. وعلقت الدكتورة سارة على ذلك بأنه : لا يوجد طفل يتعرض للتنمر إلا ويتأثر به، وهناك تنمر طويل المدى. وقد دارت مناقشات الحضور حول أسباب التنمر، وكيفية قيام الأسرة والمدرسة بعلاج المشكلة، وأنه لابد من اتخاذ مواقف حازمة في المعالجة.