أعلن رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، دعمه الكامل للمبادرة السياسية التي أطلقها الرئيس عبدالمجيد تبون، قبل أسبوعين، للمّ الشمل الوطني، وتقوية الجبهة الداخلية. ودعا شنقريحة، خلال لقائه القيادات العسكرية في المنطقة الثانية بوهران، الجزائريين إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والانخراط بقوة في مبادرة "اليد الممدودة" التي أعلن عنها مؤخرا الرئيس عبدالمجيد تبون. وأكد شنقريحة أن مبادرة "اليد الممدودة" التي "أعلن عنها الرئيس، بهدف تمتين اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية، هي مبادرة تنم بحق عن الإرادة السياسية الصادقة للسلطات العليا للبلاد من أجل لم الشمل واستجماع القوى الوطنية، لاسيما في هذه الظروف الدولية الراهنة". وشدد قائد الجيش بهذا الصدد على أن "تقوية أسس الجزائر الجديدة هي مسؤولية الجميع ويشارك في بنائها كل أبنائها المخلصين، بالاعتماد أساسا على ما تزخر نفوسهم من صدق الولاء ونبل الأحاسيس تجاه الوطن". وأبدى شنقريحة دعمه الكامل المبادرة ودعا القوى الوطنية والأحزاب السياسية والمدنية كافة إلى إسناد المبادرة، وقال في هذا السياق: "إني ومن منطلق إيماني الراسخ بحيوية هذا المسعى الوطني المحمود، أشد على أيدي كافة أبناء الوطن الأعزاء، لتغليب المصلحة العليا للوطن، والانخراط بقوة في هذه المبادرة الصادقة، المستلهمة من قيم أمتنا العريقة ومبادئ ثورتنا الخالدة، والمتوافقة مع تطلعات شبابنا المشروعة إلى غدٍ أفضل". واعتبر المسؤول العسكري أن هذه المبادرة السياسية ستسمح بتجاوز خطاب الكراهية والتفرقة في البلاد، وقال "وحدة الشعب وتماسكه هي سر قوة الجزائر ونجاحها في التصدي لأعدائها". تصريحات قائد الجيش الداعمة لخطوات الرئيس تبون، أتت لتفند ما أوردته تقارير إعلامية وتحاليل ذهبت إلى أن هناك خلافات داخل أركان السلطة حول مسار المبادرة السياسية وخطواتها. بدورها، أكدت حركة الاصلاح الوطني، في بيان لها، مباركتها لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون، للم الشمل، وانخراطها فيها، داعية الفاعلين في المجتمع إلى الالتفاف حول هذا "المشروع النبيل". وأوضحت الحركة، بخصوص مبادرة الرئيس تبون، أن نية الرئيس تبون "واضحة وصادقة وأنه رئيسُ الجميع، وبادر بمشروع مصالحة سياسية (يد الرئيس ممدودة للجميع)"، مشيرة إلى أن "كلمة إقصاء لا وجود لها في قاموسه، إذ يُسخِّر كل حكمته للم شمل الأطراف التي لم تكن تتفق في الماضي في طريق مشروع الجزائر الجديدة". وأكدت في ذات السياق، أنها "تبارك وتنخرط في هذه المبادرة وتدعو الجميع وخاصة القوى السياسية موالاة ومعارضة، وكل الفاعلين من مجتمع مدني، شخصيات وطنية، أكاديميين ومثقفين، إلى الانخراط والالتفاف حول هذا المشروع النبيل وهذه الخطوة السياسية الهامة". واعتبرت حركة الإصلاح أن هذه المبادرة "خيارٌ ضروري يعزز الجبهة الداخلية للبلاد، ويقوي الامكانيات السياسية لمواجهة التحديات التي تعرفها الجزائر داخليا وخارجيا"، مضيفة بأن "الجزائر بحاجة إلى رص الصفوف لمواجهة التحديات الداخلية وإعادة بناء الجمهورية الجديدة على أسس صحيحة". كما أكدت في هذا الإطار أن "الجزائر الجديدة تفتح ذراعيها للجميع"، منددة ب "خطابات الكراهية التي تحمل في طياتها مشاريع التقسيم والفتنة بين أبناء الشعب الواحد". جدير بالذكر أن العديد من الأحزاب السياسية كانت قد عبرت عن دعمها وإسنادها لهذه المبادرة وانخراطهم الفاعل فيها.