دعا رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، مختلف طوائف المجتمع الجزائري إلى الالتفاف حول مسعى إرساء دعائم ومعالم الجزائر الجديدة والتجند وراءه، وذلك في إطار سياسة لم الشمل التي دعا إليها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون. وأردف قوجيل قائلاً: "تبون أكد أن يده ممدودة للجميع دون إقصاء، باستثناء الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء، وأولئك الذين أداروا ظهرهم لوطنهم، وهذا في سياق الديناميكية التي ميزت حملته الانتخابية، والتي نجح خلالها في توحيد الشباب والمجتمع المدني". وشدد قوجيل على أن سياسة الرئيس قائمة على مبدأ "الجزائر للجميع ويبنيها الجميع" وأن الالتفاف حول الرئيس وسياسته "واجب وطني" من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وتدعم استقلال القرار السياسي عن طريق ضمان استقلالية القرار الاقتصادي. كما تطرق ذات المتحدث إلى الوضع الراهن للبلاد، مثمنا ما تم إنجازه منذ تولي تبون مهامه كرئيس للجمهورية، على أساس التزاماته ال 54 التي عرفت طريقها نحو التجسيد بدءا بمراجعة دستور البلاد وتجديد الصرح المؤسساتي والإصلاح الهيكلي انتقالا إلى النهوض بالاقتصاد الوطني، مع الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة بالرغم من الظروف الصحية الاستثنائية التي مرت بها البلاد على غرار بلدان العالم والمعطيات الاقتصادية الصعبة. ولدى تطرقه إلى مجازر 8 مايو 1945، استعرض قوجيل مختلف محطات التحضير للكفاح المسلح، وأشار في ذات السياق الى الفظائع التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين العزل الذين خرجوا في مظاهرات سلمية احتفاء بانتصار الحلفاء على دول المحور. وقال إن هذه المجازر التي تبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية شكلت منعرجا حاسما في تاريخ الحركة الوطنية وأحدثت القطيعة مع مرحلة النضال السياسي من أجل استرجاع السيادة الوطنية، حيث تم الشروع من حينها في التحضير للكفاح المسلح باعتبار أن ما أُخذ بالقوة لا يُسْترد إلا بالقوة وأن فرنسا الاستعمارية لا تفهم إلا لغة الحديد والنار. بدورها، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، خلال الأيام القليلة الماضية، تقريرا مقتضبا تحدثت فيه عن أن تبون، الذي انتُخِب من قبل كل الجزائريين الذين يتطلعون إلى جزائر جديدة، هو رئيس جامع للشمل حيث نجح في توحيد الشباب والمجتمع المدني خلال حملته الانتخابية، ليشكل انتخابه أول تداول ديمقراطي في تاريخ البلاد. وأضاف تقرير الوكالة الرسمية بأن "يد عبدالمجيد تبون، وهو رئيس لطالما اهتم بالنقاش السائد في المجتمع ممدودة للجميع، بشكل دائم، ما عدا للذين تجاوزوا الخطوط الحمراء وأولئك الذين أداروا ظهرهم لوطنهم، فهو ليس من دعاة التفرقة بل بالعكس تماما". وأكد التقرير على أنه "يجب أن يعرف أولئك الذين لم ينخرطوا في المسعى أو الذين يشعرون بالتهميش، أن الجزائر الجديدة تفتح لهم ذراعيها من أجل صفحة جديدة"، مشيرا إلى أن كلمة إقصاء لا وجود لها في قاموس رئيس الجمهورية الذي يسخر كل حكمته للم شمل الأشخاص والأطراف التي لم تكن تتفق في الماضي"، و "أن الجزائر، بشعبها البطل والموحد بكل تنوعه، بحاجة إلى جميع أبنائها للاحتفال سويا بالذكرى الستين للاستقلال".