من الأعمال الدرامية المحلية المميزة التي شاهدتها خلال الفترة الماضية والأمر ليس بطبيعة الحال مقتصر على شهر رمضان المبارك الماضي، عمل "من هو ولدنا" من بطولة النجم القادم إبراهيم الحجاج، وهو من العلامات المميزة التي ساهمت بنجاح العمل لخفة دمه غير المصطنعة، وتعامله مع النص الدرامي الرشيق للكاتب سامي الفليح برشاقة ودون تكلف، فكان النص والتمثيل بالفعل هما اللذان استطاعا أن يجعلانا نتابع عملا يستحق المشاهدة. صحيح أن القصة من الناحية الدرامية كانت من القصص المعتادة أو السرد فيها لا يحمل المفاجآت المثيرة التي تعتمد عليها الكثير من الأعمال الدرامية، لكن الحبكة الدرامية فيها جانب تشويقي وغير ممل وتوزيع الأدوار بين الممثلين متناسق، جعلنا لا نركز على النجم الأوحد بالعمل، ولكن هذه الحبكة استطاعت أن تبرز إمكانيات رائعة عند عدد من العاملين بالمسلسل بتوازن متقن، كون الحبكة والسيناريو من النوع الغني وليس الفقير كما اعتدنا في أغلبية أعمالنا الدرامية، والتي عادة تكتب لنجم واحد والبقية ليسوا كومبارس ولكن تسمى أدوارهم أدوارا مساندة، وهذه معضلة درامية نعاني منها من سنوات، تسببت بوجود الممثل المنتج، الذي بفلوس إنتاجه يصبح البطل والكل بالكل، واختفى لدينا النجوم المميزون، فالموجودون عدد من الأسماء لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ومن أكثر من عشرين عاما تقريباً. أعجبتني تلقائية وعفوية الممثلة خيرية أبو لبن، والأدوار المميزة لخالد الفراج وعلي الحميدي، والثقل الدرامي بالعمل اللي كانت تقوم كانت تقوم به هند محمد بعد تجربتها الأخيرة بمسلسل الميراث، والجميع الحقيقة كانوا نجوما ويستحقون الإشادة، ولكن لا بد أن ننصف الدور الكبير للكاتب سامي الفليح، الذي استطاع بعد خبرة درامية خلال السنوات الماضية مع ال MBC أن يستطيع أن يقدم هذا العمل بكل هدوء وبرشاقة كما ذكرت. في الدراما المحلية نفتقد للنص وللحبكة وللسيناريو الجيد، النجوم موجودون، ولكن العمود الفقري لأي عمل درامي محلي نفتقده، فلا غرابة أن تصاب بالغثيان أحيانا من أعمال تتوقع أنها ستكون بمستوى التطلعات، وتتفاجأ بأنها مجرد "سلق بيض" بالعامية، وهي الجملة التي نطلقها على أي عمل غير جيد! صحيح أن عمل "من هو ولدنا" ليس بمستوى طموحاتنا، ولكن على الأقل حقق جزءا مهما من المفهوم الجديد بالدراما المحلية، وأقصد به الاهتمام بالنص والسيناريو وتعدد النجوم وتوزيع الأدوار بإتقان، لذلك شكرا لكافة طاقم العمل وخصوصا فايز بن جريس وحكيم جمعة وريما العلي وسعيد صالح ومحمد الجبرتي وعلي الشهابي، والشكر الخاص "لولدنا" سامي الفليح، ونؤكد في الوقت نفسه أن هذا العمل جيد، ولكن ليس بمستوى طموحاتنا التي نتمنى إذا استمر هذا الفكر في أعمالنا الدرامية أن يتحقق الطموح.