هل تغزو الدراما اللبنانية السوق العربية من طريق الدراما المكسيكية؟ سؤال يتبادر إلى الذهن مع إطلاق النسخة العربية من المسلسل المكسيكي «روبي» الذي يبدأ عرضه غداً على شاشة «أم بي سي 4»، وهو ثمرة تعاون شركتي «O3» المنضوية تحت لواء مجموعة «أم بي سي»، و «ساما للإنتاج». وعلى رغم أن المسلسل، «دراما إنسانية، عربية الهوى ومكسيكية الهوية»، كما وصفه المتحدث الرسمي باسم مجموعة «أم بي سي» مازن حايك في المؤتمر الصحافي الذي عقد ليل أول من أمس في بيروت، غير أن الصبغة اللبنانية ستكون الغالبة. ويكفي الإشارة إلى أن البطولة أتت من نصيب الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور التي تشاركها التمثيل مجموعة كبيرة من النجوم في لبنان، مثل تقلا شمعون وديامون بو عبود وبياريت القطريب وفادي إبراهيم وجهاد الأندري وشادي حداد. أضف إلى ذلك أن التصوير تمّ في لبنان، وأن معالجة النص بالعربية نفذتها الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان. وعلى رغم الحضور اللبناني القوي، غير أنه ليس وحيداً في المسلسل، إذ لا يغيب البعد العربي، خصوصاً أن البطولة الذكورية يتقاسمها السوري ماكسيم خليل والمصري أمير كرارة، كما يشارك في المسلسل ممثلون من مصر (زكي فطين عبد الوهاب، دينا الشربيني) وسورية، أما الإخراج فيحمل توقيع السوري رامي حنا. فهل كان لا بدّ من هذا البعد العربي لتسويق دراما لبنانية بين مزدوجين؟ واضح أن متطلبات السوق الإعلانية تفرض مثل هذا الاتجاه، كما أن الدراما اللبنانية، لم تستطع بعد أن تكسب ثقة المشاهد العربي الذي تتوجه إليه «أم بي سي». من هنا، قد تكون، هذه التجربة، حجر الأساس لعودة الدراما اللبنانية إلى البيوت العربية بعدما نامت على مجدها الأول حين دخلت في بدايات عصر التلفزيون البيوت من المحيط إلى الخليج من دون استئذان، قبل أن يطويها النسيان وتعيش مرحلة تخبط لا أول لها ولا آخر. وواضح أن رهان «أم بي سي» على هذا المسلسل الذي يتألف من 90 حلقة كبير. ويتجلى ذلك في كلمة حايك الذي أشار إلى أن المسلسل يمثل «نقلة نوعية في الدراما المعاصرة لكونه يُشكل خطوة رائدة في المحتوى الترفيهي الدرامي، سواءً لناحية الشكل أم المضمون». وشدّد حايك على امتلاك العمل ل «عوامل القوة والنجاح في صناعة المحتوى الدرامي الترفيهي العائلي وأبرزها القناة الرائدة، وتميّز الإخراج، وخصوصية القصة والسيناريو والحوار، وتضافر الجهود الإنتاجية المتعدّدة، وتفوّق الحبكة الدرامية... إضافة إلى مشاركة نخبة من نجوم ونجمات الدراما اللبنانية والمصرية والسورية، ما يجعل من «روبي» مسلسلاً عربي القلب ومحلي القالب». وأثنى المدير العام ل «شركة O3 للإنتاج» فادي إسماعيل على هذه التجربة الرائدة في كلمة أُرسلت إلى المؤتمر، قائلاً أنه «على رغم كون بيئة العمل أقرب إلى البيئة اللبنانية، فقد تمَّ إيجاد خليط جيّد من المُمثلين المصريين والسوريين إلى جانب الغالبية اللبنانية، لأن الهدف ببساطة هو تقديم أعمال تُناسب أذواق المشاهد العربي في كل مكانٍ وزمان، من المحيط إلى الخليج». وثمّن المدير العام لشركة «ساما للإنتاج» أديب خير القيمة الإنتاجية العالية للعمل الذي استغرقت ورشة الإعداد له حوالى عاميْن قبل بدء التصوير، بما في ذلك مرحلة كتابة السيناريو والحوار، وإعادة بناء البيئة الكاملة. وشدّد على الجهود الكبيرة التي بُذلت في سبيل إدخال الكثير من التحسينات الإنتاجية على العمل بنسخته العربية مقارنةً بالنسخة الأصلية. أما الكاتبة مرشليان فشرحت مَهمّة إعادة هيكلة البناء الدراميّ للعمل بأسره التي تمّت بالاتفاق مع الجِّهة المُنتِجة، وشملت القصة والسيناريو والحوار، مع الحفاظ على الخطوط العريضة للحبكة الدرامية الأصليَّة. كما أشار المخرج رامي حنا إلى كيفية تحويل العمل إلى رؤية بصرية جميلة ومتناسقة. أما الممثلة سيرين عبد النور فأشادت بالعمل الذي قالت أنه يُقدّمها بشخصية مختلفة لم يعهدها المشاهد من قبل، وقالت إن المسلسل يحاكي العلاقات الإنسانية من طمع وجشع وحب وكراهية.