اختتم مؤتمر مستقبل الطيران فعالياته التي استمرت لمدة ثلاثة أيام بالعاصمة الرياض، بحث خلالها عدد من قادة قطاع الطيران حول العالم سُبل تحقيق تعافٍ مرن ومستدام للقطاع على الصعيد العالمي. وشهد المؤتمر قيام عدد من وزراء النقل ورؤساء هيئات الطيران المدني والمسؤولين التنفيذيين في شركات طيران عالمية، بتوقيع أكثر من 50 اتفاقية تصل قيمتها إلى 2.7 مليار دولار (10 مليارات ريال سعودي)، ما يظهر حجم ثقتهم فيما هو قادم في الأشهر والسنوات المقبلة تحت مظلة المؤتمر. وشملت الاتفاقيات الموقعة، اتفاقيات ثنائية للخدمات الجوية ستساهم بتعزيز الربط بين الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، كما تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الاستدامة وتنمية رأس المال البشري وتشغيل المطارات، إلى جانب عدة شراكات في المجال التكنولوجي. وشهد حفل الختام تقديم وتبني "إعلان الرياض للطيران" الذي يُحدد 6 مبادئ توجيهية لمستقبل الطيران، والتي ستشكّل عاملاً حاسمًا في تصحيح مسار قطاع الطيران الدولي صوب دعم الابتكار وتمكين النمو وبناء قطاع عالمي أكثر استدامة، وذلك عبر تشجيع التعاون على المستويات متعددة الأطراف والإقليمية والوطنية، فضلاً عن تبنّي منهجية جديدة في القطاع يقع في صلبها العميل والمسافر. وقدم معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية في المملكة، المهندس صالح الجاسر، "إعلان الرياض للطيران" واصفا تبنّي هذا الإعلان بنقطة محورية في تاريخ قطاع الطيران العالمي، وأوضح بقوله إن الإعلان "يُحدد رؤية واضحة لمستقبل قطاع الطيران، فضلاً عن الخطوات الرئيسة التي اتبعناها خلال اليومين الماضيين لجعل هذه الرؤية واقعا، كما يُشكّل الإعلان لحظة حاسمة في تاريخ هذا القطاع". ويلتزم الموقعّون على إعلان الرياض للطيران بما يلي: * تعزيز مواءمة الهيكل التنظيمي لقطاع الطيران العالمي وتحسين جاهزيته واستجابته الفعالة أمام الاضطرابات الصحية وغيرها وخلق تجربة سفر أكثر اتساقا وسلامة وسلاسة للعملاء. * دعم الهدف المتمثل بتحقيق تعافٍ مستدام وشامل لقطاع الطيران، وذلك عبر تبنّي سياسات طويلة المدى تُشجّع كل من التعاون والمشاركة والشراكات الدولية. * تعزيز حجم الاستثمارات في مجال الابتكار عبر القطاعين العام والخاص، وذلك لتطوير التقنيات والحلول المستقبلية للطيران والتي ستساهم بدورها في الارتقاء بالسفر والخدمات اللوجستية والقطاعات ذات الصلة. * تمكين تنمية رأس المال البشري لقطاع الطيران عبر الاستثمار في المهارات المطلوبة لتلبية المتطلبات الحالية والمستقبلية للقطاع؛ قيادة الحوار والتحرّك العالمي في مجال الاستدامة. * الإقرار بالدور الذي يؤديه قطاع الطيران ومساهمته في إنجاز مخرجات اقتصادية واجتماعية وثقافية على الصعيدين العالمي والوطني. وأكد معالي الوزير الجاسر، بعد الإشادة بنجاح المؤتمر الأول لمستقبل الطيران، بأن المؤتمر سيصبح حدثًا متكررًا، حيث سيُقام المؤتمر الثاني في عام 2024، مضيفا: "بعد نجاح هذا المؤتمر، يسرني الإعلان عن استضافتنا لمؤتمر مستقبل الطيران مرةً كل عامين وأتطلع للترحيب بكم مجددًا في المؤتمر الثاني". ومُنحت المملكة الجائزة العربية للطيران المدني 2022م بعد استضافتها لمؤتمر مستقبل الطيران، اعترافا بجهودها في معالجة أصعب التحديات التي تواجه قطاع الطيران العالمي.