تنافس في الجودة وسعي حثيث للكمال ظهرا جلياً في عيد الفطر المبارك بين شركتي روتانا وبنش مارك، فازتا في التنوع والاحترافية في التنظيم وإعادة الروح للمسرح الفني السعودي. قبل سنوات مع بواكير حفلات المفتاحة عام 1999م شهدت منطقة عسير أولى الحفلات الغنائية للفنان محمد عبده وكانت حدثًا ضخماً سجل عودة الفن للوطن بعد هجرة سنوات طويلة في الخارج، وتولت لجنة التنشيط السياحي برئاسة أمير المنطقة حينها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مهمة التنسيق والتنظيم بتعاون وثيق واستعانة بخبرات وإمكانيات التلفزيون السعودي ومجموعة MBC وسخر الشيخ الوليد البراهيم فرقاً محترفة لنقل الحفل وما تلاه من حفلات عبر القناة الأشهر وعلى أثير MBC-FM، لم تكن حينها فكرة إدارة الأعمال واستقطاب المطربين العرب ذات قبول مع شوق جماهيري لفناني الوطن الراحلين طلال مداح وأبو بكر سالم ومعهم محمد عبده وخالد عبدالرحمن وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم، وبرغم تواضع التجربة إلا أنها كانت حفلات حفظتها مكتبة التلفزيون لتوثق لمرحلة مهمة من التحول الفني المحلي. واليوم نفتخر بإمكانيات وقدرات شركتين سعوديتين وضعتا أسساً ومعايير جديدة في تنظيم وإدارة الفعاليات لتمزجا الاحترافية بالمتعة وتوفير احتياجات الجماهير بذكاء تسويقي عملت عليه الهيئة العامة للترفيه وحرص رئيسها النشيط معالي المستشار تركي آل الشيخ أن تكون لها بصمة في دعم الشركات الوطنية لتكون أنموذجاً عالمياً في تبني ودعم وتنظيم فعاليات كبرى. ما قدمته روتانا بخبراتها المتراكمة وفنانيها الحصريين وسلاح قنواتها المتنوعة نقلت كل أمسية للمشاهدين فارتحلوا مع فنان العرب محمد عبده من جبال عسير إلى شاطئ جدة، وتراقصوا مع رابح صقر من الدمام حتى الرياض، وانتشوا طرباً مع ماجد المهندس. واختارت بنش مارك تقديم تشكيلة عربية من عمرو دياب وتامر حسني وكاظم الساهر وإعادة الفنان القدير علي عبدالكريم بعد غياب طويل وبثت جزءاً منها على MBC. رابح واحد كان في عز هذا التنافس وهو الجمهور الذي توفرت له الخيارات، وقربت له الحفلات حيثما كان في المملكة، وعاش متعة المتابعة على شاشات وطنية، أعاد هذا العيد التأكيد على القوة الإعلامية والتنظيمية والبشرية للشركات الوطنية لتكون رقماً صعباً في تنظيم وإدارة الفعاليات مهما كان حجمها وانتشارها.