فقدت الساحة الأدبية والشعرية الاثنين الماضي أحد أبرز شعراء الوطن، والذي كان لرحيله أثر كبير حيث خيم الحزن من أثر الفاجعة بفقد هذا الشاعر الكبير. وقد أبّن العديد من المسؤولين والمثقفين الراحل بكلمات مؤثرة. وقد غرد مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد بدر العساكر قائلاً: رحم الله الشاعر الكبير #علي_الدميني أحد أهم رموز الأدب السعودي.. خالص العزاء لأهله وذويه ومحبيه، إنا لله وإنا إليه راجعون.. وكتب الناقد د. صالح زياد في تغريدة: لم يكن #علي_الدميني شاعراً عادياً يزيد في عدد الشعراء ولم يكن روائياً يمكن أن يغني عنه غيره ولم يكن مثقفاً بالقول والادعاء؛ كان سطراً استهلالياً مختلفاً، واسماً متوهجاً بفرادة لا تتكرر... في الثقافة السعودية والعربية،،، رحمك الله يا أبا عادل. أما الناقد د. عبدالله الغذامي فغرد قائلاً:اللهم في هذا اليوم المبارك وفي هذا الشهر الجليل تقبل عبدك علي الدميني في رضاك وفي رحمتك وجنتك وتغمده برحمتك وعفوك رحلت أيها المبدع وتركت خلفك إرثك وإبداعك، وعرق جبين فكرك وقلبك والتعازي للثقافة والوطن ولمحبيه وعائلته ولنا كلنا. ويعد الشاعر والأديب الدميني من أبرز الشعراء المجددين، وله تجربة في الشعر الحداثي تعد من أهم التجارب في فترة الثمانينات، ومن أبرز أعماله: (رياح المواقع)، و(بياض الأزمنة)، و(خرز الوقت) و(بأجنحتها تدق أجراس النافذة)، وقصيدته (الخبت) من أشهر القصائد على المستوى العربي، كما للدميني نتاجات عديدة في الصحافة والمناشط الثقافية في المقال والنثر والقصيدة، والرواية. وقال الشاعر جاسم الصحيح: في البداية أرفع أحرَّ التعازي إلى الوطن والأسرة الثقافية جمعاء في رحيل الشاعر الرائد الأستاذ علي الدميني، سائلا المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.. كان الأستاذ علي الدميني يهجس في شعره بالإنسانية المطلقة فقد تصوَّف للإنسان تصوُّفا ثقافيا وانزوى للعزلة النورانية، فما زالت (الزوايا) الإبداعية تألق بإشراقاته من فرط ما كان يملؤها بالتهجُّد المُضيء. عندما نستقرئ تجربة هذا الشاعر الإنساني الكبير الأستاذ علي الدميني، نجدُ أنه جعل من قصائده سبيلا للحياة وحقوق إنسانها معادلًا وجوديًّا تجلَّى في قصائده التي تستمدُّ خميرتها من الذاكرة الأولى الموغلة في التاريخ العربي بوصف الذاكرة رأسمال الشعرية، وحينما ندخل كقُرَّاء إلى فضاءاتها، فإنَّنا ندخل إلى بيت التأويل وننفتح على تعدُّد المقترحات. ومهما طال الزمن، سوف تبقى قصائده تجري في مضامير الأدب منذ ديوانه الأوَّل (رياح المواقع)، مرورا بدواوينه (بياض الأزمنة)، (بأجنحتها تدقُّ أجراس النافذة)، (خرز الوقت) وغيرها.. سوف تبقى هذه القصائد تعبر من جيل إلى جيل؛ ذلك هو الشاعر الكبير علي الدميني رحمه الله تعالى. وقال الأستاذ حسن محمد الزهراني رئيس نادي الباحة الأدبي الثقافي: لم يكن حادي عيس البيان في خبت مشهدنا الثقافي العربي اسماً عابراً بل كان صوتاً فريداً ونغماً ابداعياً وفكرياً شجياً رسخ ورسّخ في الأذهان قصة كفاح أدبي وفكري عظيم. رحل علي الدميني رحمه الله جسداً وترك في كل روح من أرواحنا جزءًا من روحه الملهمة التي تبعث على الحياة والجمال والإبداع والكفاح والتفاؤل، وترك لنا بعده بياض أزمنته الخالدة وما زالت رياح مواقع حروفه وكلماته العذبة تعد بغيث إبداعي عربي يتجدد كتجدد إبداع أبي عادل الذي كان وما زال وسيبقى نهر تميز خالدا. عندما اتصلت به وأخبرته عن عزم النادي على تكريمه قال: وعلى ماذا تكرموني؟ لم أقدم شيئاً يستحق التكريم. قلت: أنت يا أبا عادل رمز أدبي وفكري وإبداعي عربي نحن نكرمك ليس باسم نادي الباحة ولا باسم الوطن بل باسم المشهد العربي الذي أثريته بإبداعك الغالي والعالي، ضحك وقال: ما ينقدر فيك ياحسن ماني مقتنع بهذا التكريم، قلت هذا ديدن الكبار وتواضعهم فأقسم أنه ليس من باب التواضع وأنه مقتنع بما يقول، قلت: قضي الأمر وهذا موعدنا وأنه لشرف لنا ولنادي الباحة قال بلهجته العامية المعتادة (الله يهب عليكم معونة) تدري: على بركه الله. وبعد المهرجان كان يشكر بكل تواضع الكبار. وقال الأستاذ رشيد الصقري قاص وعضو أدبي حائل: رحل الشاعر علي الدميني رائد من رواد الحداثة الذي كان حاضراً لسجالاتها في الوسط الثقافي وفاعلاً بشعره وكتاباته واستضافاته لضيوفه من السعوديين والعرب في محلق المربد في جريدة اليوم ومجلة في الدفاع عن الحداثة تاركا إرثا ثقافيا كبيرا من عدة دواوين ورواية وكتابات في الصحف والمجلات ومجلة النص الجديد التي أسسها الراحل. يذكر أن العديد من المثقفين والأدباء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي نعى الشاعر والأديب، وأشادوا بمناقب الراحل. يقول في إحدى قصائده: ولي وطنٌ قاسَمتُه فتنة الهوى ونافحتُ عن بطحائه من يقاتلُه إذا ما سقاني الغيث رطباً من الحيا تنفّس صبح الخيل وانهلّ وابلُه وإن مسّني قهرٌ تلمّستُ بابه فتورق في قلبي بروقاً قبائلُه تمسّكت من خوفٍ عليه بأمّتي وأشهرتُ سيف الحبّ هذي قوافلُه بدر العساكر: أحد أهم رموز الأدب السعودي د. الغذامي: ترك خلفه إبداعه وعرق جبين فكره الصحيح: قصائده عابرة للأجيال الزهراني: صوت فريد ونغم إبداعي شجي د. زياد: اسم متوهج بفرادة لا تتكرر