تعد الصين من أوائل البلدان التي دخلها الإسلام، وبعد أن مضى على انتشاره فيها أكثر من 1300 سنة، أصبح عقيدة مشتركة لدى عشر أقليات قومية هي: هوي والويغور والقازاق والقرغيز والتتار والأزبيك والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وباوآن، ويبلغ عدد أبناء هذه القوميات المسلمة 18 مليون نسمة، وبنى المسلمون الصينيون الذين يتشكلون من قوميات وعرقيات مختلفة، كثيرًا من المساجد بمختلف المقاطعات الصينية، ولا تخلو الآن أي عاصمة مقاطعة صينية من مسجد أو أكثر، يبلغ عدد المساجد في الصين حسب إحصائية عام 1436ه/2014، نحو 39 ألف مسجد بعضها ذو تاريخ عريق يعد من فرائد الآثار التاريخية في الصين، منها المبنية على الطابع الإسلامي، وأخرى تجمع بين الفن المعماري الصيني التقليدي والفن الزخرفي الإسلامي، أطلق الصينيون في بادئ الأمر على المسجد اسم «لي تانغ» أي (قاعة الاجتماع)، من ثم «لي باي تانغ» (قاعة الصلاة). وفي منتصف القرن ال 13 أخذ المسلمون الصينيون في تسمية المسجد ب «تشينغ تشن سي» أي (متعبد الصفاء والحق)، حيث تشير كلمة «الصفاء» إلى أن الله تعالى صافٍ لا تشوبه شائبة، بينما تشير كلمة «الحق» إلى أن الله هو الحق الذي لا يزول وما يدعونه من دون الله هو الباطل، ومن حيث أشكال المساجد الصينية يبدو الطراز متناسقا ومنسجما،