الصين من أوائل البلدان التي دخلها الإسلام عبر التاريخ، وحسب الإحصائيات الرسمية يشكل المسلمون قرابة 20 مليون نسمة، ولكن الإحصائيات غير الرسمية تقدر العدد بأنه يتجاوز 135 مليون نسمة، ومقارنته بالتعداد السكاني الهائل للصين الذي يمثل ربع سكان العالم (مليار وثلاثمائة مليون نسمة) فإن نسبة المسلمين تعتبر قليلة جداً. يوجد في الصين 10 قوميات إسلامية (من أصل 56 قومية) وهي: (قومية الهوى) في إقليم نينجشيا وهي أكبر القوميات الإسلامية وذات حكم ذاتي مستقل، وتشكل أكثر من نصف عدد المسلمين في الصين، (قومية الويجور) في إقليم شينجيانج الذي كان يسمى تركستان الشرقية، وهي أيضاً ذات حكم ذاتي، والقازاق والقرغيز والتتار والأزبيك والطاجيك ودونجشيانج وسالار وباوآن. وتفيد الإحصاءات أن عدد المساجد في الصين يبلغ أكثر من 30 ألف مسجد، ورمضان في الصين يسمى (باتشاي)، وقدومه لا يزيد شيئاً من الخصوصية لنمط حياة المسلمين الصينيين، عدا الأماكن ذات الكثافة العالية التي يتجمع فيها المسلمون وبعض التجمعات الريفية ذات الأغلبية المسلمة. يشاع في وسائل التواصل الاجتماعي في كل رمضان بأن الحكومة الصينية تمنع المسلمين من الصيام، ويستندون على تقارير من وكالات أنباء تفيد بإجبار المسلمين على الإفطار في نهار رمضان! والمتتبع لهذه الأخبار يجدها تشير لإقليم (شينجيانج) الذي يسمى تركستان الشرقية وليس في كل الصين، ونسبة المسلمين فيه أقل من 10% من مجمل عدد مسلمي الصين، وللعلم فإن هذا الإقليم أعلن تمرده ويطالب بالانفصال عن الصين؛ لذا فالصراع سياسي وليس دينياً وليس حرباً على الإسلام كما يشاع، ومن الطبيعي أن لا ترضى أي دولة في العالم بأي محاولة انفصال أو تمرد، ونجد أن مصادر تلك الأخبار هي أوروبية وأمريكية التي هي في منافسة سياسية واقتصادية مع الصين، ويتم استغلال مشاعر المسلمين بتلك التصريحات واستخدامهم كأداة غير مباشرة للصراع. الحكومة الصينية هي دولة قانون، والمسلمون فيها يمارسون شعائرهم الدينية بكل هدوء وسلام وفي العلن، سواء في الأقاليم ذات الأكثرية الإسلامية أو حتى في الأقاليم والمدن الأخرى؛ لذا فإننا نطمع من مسلمي شينجيانج (الويجور) أن يسعوا للسلام وإيقاف الصراع الذي لم يخلق لهم إلّا الدمار والخراب والتأخر.