دخل الإسلام إلى الصين في أواسط القرن السابع الميلادي، ما يعني أن وجوده في الصين مضى عليه أكثر من 1300 سنة مرَّ تطوُّره خلالها بست مراحل بين عامي (618م-1949م)، في ظل حكم أسر: تانغ، وسونغ، ويوان، ومينغ، وتشينغ، وأخيرا جمهورية الصين. ويبلغ عدد المسلمين في الصين حالياً نحو عشرين مليوناً تتوزع بين عشر قوميات، هي: الويغور، والقازاق، والقرغيز، والأوزبك، والطاجيك، والتتار؛ وجميعها في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم، إلى جانب قومية هوي، وسالار، ودونغشيانغ، ووباوان، وهي التي تعيش في المناطق الداخلية بالصين. وصل الإسلام إلى الصين عبر البر والبحر، فمنذ سفر تشانغ تشيان (164 ق.م-114 ق.م) إلى المنطقة الغربية في أسرة الهان، بدأ الاتصال بين الصين والمناطق الغربية. وفي السنة التاسعة ليونغيوان (97م)، إمبراطور هان خه دي، زار قان ينغ جزيرة العرب (منطقة "تياوتشي" في كتاب التاريخ الصيني القديم) مبعوثاً إلى المنطقة الغربية. وفي أسرة تانغ، كانت الموصلات بين الصين والمناطق الواقعة غربها قد تطورت أكثر وأصبح الطريق الممتد من غرب آسيا إلى تشانغان (عاصمة الصين) طريقاً مهماً يربط بين الصين والمناطق الواقعة غربها. وكان هذا الطريق يمر ببلاد فارس ،أفغانستان، ومنطقة آسيا الوسطى، وسلسلة جبال تيانشان، وممر خهشي، وفي تلك الفترة جاء إلى الصين كثير من التجار المسلمين. وفي أسرة تانغ كان التجار الصينيون والعرب يسيطرون على الطريق التجاري البحري الممتد من الخليج وبحر العرب إلى قوانغتشو وتشيوانتشو ويانغتشو في الصين، مروراً بخليج البنغال ومضيق ملقا. وقد جاء كثير من التجار المسلمين إلى قوانغتشو وتشيوانتشو ويانغتشو في الصين للتجارة، وبعضهم أقام في الصين، لذلك نقول إن الإسلام دخل الصين أيضاً عن طريق التجارة البحرية. وأصبحت ثقافات الأديان في الصين جزءاً من الثقافات الصينية التقليدية مع مرور التاريخ الطويل. ويتمتع رجال الدين الصينيون بتقاليد حب الوطن والدين. كما تشجع وتؤيد الحكومة الصينية الأوساط الدينية لتوحيد المواطنين المتدينين للمشاركة في بناء الوطن بكل نشاط. وتتمتع كل الأديان في الصين بالمكانة المتساوية والتعايش بانسجام، ولم يحدث أي نزاع ديني بين معتنقيها. ويعم الاحترام والوحدة بين المواطنين المتدينين وغير المتدينين، وذلك يرجع إلى تأثير روح التعاون والتسامح في الثقافة الصينية التقليدية العريقة، ونتيجة لوضع الحكومة الصينية سياسة حرية الاعتقاد الديني وتنفيذها وإقامة العلاقات بين السياسة والدين التي تتماشى مع ظروف الوطن بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية.