"(أنت تقدر – أنت قدها – أنا واثق فيك) لما بتقولها لحد في لحظة هو محتاجها بتفرق معاه جدًا..." تلك الكلمات، التي تحمل التأثير الساحر ما يوقد العزائم ويغير النتائج ويحول الطاقات المحبطة السلبية لطاقات إيجابية محفزة. إن توقعات الإنسان لمن حوله هي ما يحدد أفعالهم، إذ تعمل التوقعات الإيجابية على رفع مستوى طاقات الإنسان، فيما يحدث العكس عند توقع الأسوأ، ما أطلق عليه حينئذ "تأثير بجماليون". حينما تقولها لذلك الشخص المحبط المتجه بسرعة نحو فشل وإخفاق، تشعره أن توقعاتك فيه كبيرة، غالبًا تلك الطاقة الإيجابية الخلاقة تنتقل، وتُحدث تأثيراً عبر أحاسيس نافذة تعطي أداء أعلى وتدفعه لأقصى ما يقدر عليه بل ويتفوق على نفسه كذلك؛ قاعدة وظاهرة سحرية تسمى Pygmalion effect تأثير بجماليون، واسم بجماليون جاء من الأسطورة الإغريقية بجماليون، أسطورة الفنان الذي عشق تحفته حينها أطلق على التأثير الإيجابي المكتشف منذ ذلك الوقت: تأثير بجماليون، وهو الاسم الذي يعود إلى أسطورته القديمة، تحمل بين طياتها فكرة المشاعر الإيجابية التي تحقق المعجزات، حيث تحكي عن النحات (بجماليون) الذي وقع في حب تمثال قام بنحته، وذلك من شدة جماله، الأمر الذي دفعه إلى تمني امتلاك زوجة تحمل السمات الجمالية لذلك التمثال. تكمن المفاجأة في تلك القصة الأسطورية في حدوث المعجزة وتحقق أمنية النحات بجماليون، حيث تحول التمثال لامرأة بشرية شديدة الجمال، ما رسخ اعتقاداً لدى البشر منذ آلاف السنين بأهمية وجود المشاعر الإيجابية القادرة على صنع المستحيل، كما حدث مع بجماليون. في النهاية، يكشف تأثير بجماليون عن وسائل تربية مثالية ينصح الآباء والمعلمون وأساتذة الجامعات حتى باتباعها، عندما تظهر بوضوح تحسن أداء وإنجاز الأبناء والطلبة لمجرد توقع الأفضل منهم، بينما لا يحقق التعامل بصورة معاكسة إلا الفشل وحده وبكل المقاييس. شجعوا بعضكم.. ادعموا من حولكم ... كونوا طاقة إيجابية لمن تعرفونهم .. كلمة الثقة ستغير وتمنح حياة جديدة لأحدهم. محمود عبدالرحمن