بيجما ليون نحات أغريقي، وقف أمام حجر أصم رخامي، ولكنه رأى في داخل قطعة الرخام الواقفة أمامه فتاة جميلة، فنحت الحجر وأخرجها من الرخام، ونحت تمثالاً في منتهى الجمال، يصدق ما كان في خياله، حتى أحب هذه القطعة من شدة ولعه بها، واليوم أجريت في عدد من الجامعات الأمريكية، تجارب مشابهة، وسميت كلها بعنوان (تأثير البيجما ليون)، نسبة إلى النحات الأغريقي المتيّم، حيث أثبتت كل هذه التجارب صدق ما نتوقعه من الناس حولنا. قاد العالم النفساني، روبرت روزنتال، في مدرسة إبتدائية، فريقاً من الباحثين، لاختبارات الذكاء، وبعد تطبيق عدد من المعايير، قال للمعلمين، ولإدارة المدرسة، أفضل ثلاثة طلاب هم فلان وفلان، وخرجوا، وحذروا المدرسة أن تبلغ الطلاب شيئاً من هذه النتائج، حتى يمكنهم قياس الفرق آخر العام، وفي آخر العام كان الثلاثة المتفوقون هم هؤلاء الثلاثة، وكم كانت دهشة المدرسة، والمعلمين، وأولياء الأمور بالغة، عندما أخبرهم الدكتور روزنتال، أن الاختيار تم عشوائياً، وأن الفريق لم يطبق أية معايير سوى أنه اختار مجموعة الأسماء الثلاثة من القوائم، يعني ما توقعه المعلمون، والإدارة في قدراتهم، تحقق على أرض الواقع بالإيحاء. في قصة أخرى بجامعة معهد ماساتشوستس، تم تسليم مدير من فئة، إكس، مجموعة من الموظفين من فئة واي، وتم تسليم مدير من فئة واي مجموعة من الموظفين من فئة إكس، وفي نهاية العام كانت المفاجأة، كل فئة تطبعت بطباع مديرها، وتحولت وفق هواه، بقي أن نقول أن فئة إكس تعني العمل وفق إشراف دقيق، والفئة واي تعني العمل وفق إدارة ذاتية. أما هارفارد، فقد اختارت أن تعمل مع موظفي الخدمة في الفنادق، فأخبرت نصفهم أن العمل يساعد في حرق الدهون، وتحسين الصحة، وتخفيض الوزن، وتقليص الكوليسترول، والنصف الآخر لم يخبروا، واستمروا في أداء نفس العمل، فمن أخبر بمعنى لعمله كان له تأثير إيجابي صحي، ومن لم يخبر، لم يؤثر العمل في صحته شيئاً. #القيادة_نتائج_لا_أقوال الآن بدأنا العام الدراسي الجاد، بدون إجازات تقطع تركيزنا، ويبقى إيمان وثقة معلمينا بقوة، وذكاء، وقدرات طلابنا، وتطبيق نظرية بيجما ليون السحرية عليهم لينجحوا.