بقدر ما كان القلق ينتاب كثيرين مع إعادة الهلال للأرجنتيني الشهير رامون دياز لقيادة بطل آسيا العائد من مشاركته الثانية في كأس العالم للأندية، بخسارة قاسية أمام الأهلي المصري عكرت صفو الموسم "الأزرق" إلا أن الخبير الأرجنتيني أعاد صياغة الفريق الكبير ونجح في إنعاشه ورد على كل من شكك بإمكانية نجاحه، خصوصاً أن التجارب مع إعادة المدربين السابقين في غالبيتها العظمى تكون سلبية أو على الأقل لا تضيف الجديد. 12 مباراة دون خسارة، سبع منها دون أن يتلقى أي هدف، و31 هدفاً بأكثر من هدفين ونصف الهدف لكل مباراة، تأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وعودة من بعيد للمنافسة على لقب الدوري الأقوى، تأهل بات في حكم المحسوم آسيويا، أفكار هجومية ومتعة لا تضاهيها متعة. يلعب الهلال الكرة السهلة الممتنعة، الكرة الهجومية التي لا يعرف الهلال غيرها، ولا يستطيع "الزعيم" أن يرضي عشاقه إلا بطريقته المحببة، الهجوم والاستحواذ والبناء المتقن، إذ لا يعرف الهلال ولا يجيد أساليب غيره من الفرق، يفرض نفسه وإيقاعه ويسّير الأمور كما يحب، لذلك اختار دياز وأعاده بشكل عاجل بعد البرتغالي جارديم الذي أراد أن يُلبس الهلال ثوباً ليس له. لا تحتاج كرة القدم الكثير من التعقيد، فقط تتعلق المسألة بالأفكار والخيارات السليمة والعلاقة الإيجابية بين المدرب ولاعبيه، هذا بالضبط ما ظهر على الهلال مع "سيد المدربين" وغاب مع جارديم، لذا فإن الدرس الأهم من تعامل إدارة الهلال مع ملف التخلي عن جارديم وإعادة الأرجنتيني الخبير هو القدرة على اختيار البديل، ويبدو واضحاً أن الرئيس فهد بن نافل استفاد كثيراً من تجربة تكليف البرازيلي روجيرو ميكالي والذي أساء للهلال حين أشرف عليه بشكل مؤقت وهو التعبير الدقيق الذي استخدمه الأمير نواف بن سعد في ظهوره الأخير. لمشوار الهلال مع دياز بقية، فقصة هذا الموسم لم تنته بعد، ولا أظن أن الهلال سيكتفي بحظوظه الكبيرة في الحصول على كأس الملك، بل سيقاتل حتى الرمق الأخير، ولن يرمي المنديل، وربما يقول كلمة لم يتوقعها أحد فهو يعيش أفضل أيامه هذا الموسم، ويبدو في كامل عافيته مع حفاظه على رتم المباريات الذي يفتقده الاتحاد هذه الفترة، ما يعزز حظوظ "الزعيم العالمي" بلقب محلي ثانٍ سيكون تاريخياً ومختلفاً لو انتزعه.