لن تكون مواجهة "الدربي" بين النصر وجاره الهلال وحدها التي ستؤثر على مسار لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، إذ سيكون التأثير الأكبر والأهم لمواجهة "كلاسيكو" الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد التي ستعود هذا الموسم بشكل مختلف وبطريقة تعيد للأذهان حالة التنافس الكبيرة التي لطالما متع بها قطبا الكرة السعودية كل الجماهير العربية وليس السعودية وحسب. وبحكم أن الهلال طرف في كلتا المواجهين، فإن الأنظار كلها تتجه نحو الفريق الذي يدخل حاملاً للقب الدوري، ومتسلحاً بموسم يبدو ناجحاً حتى الآن بعد بطولة آسيوية ومشاركة في كأس العالم للأندية، لكن عودته للمنافسات المحلية حملت معها حضور الأرجنتيني رامون دياز الذي لطالما وُصف بأنه واحد من المدربين العارفين والمتمرسين على انتزاع لقب الدوري. حقق الهلال ست نقاط من مواجهتيه الأخيرتين، وكان الفريق مختلفاً بكل تفاصيله الفنية وخصوصاً الهجومية، إذ تخلص من القيود التي فرضها البرتغالي جارديم، وظهر البيروفي كاريللو وكأنه صفقة جديدة وتنفس البرازيلي بيريرا الصعداء وتخلص من الضغط الرهيب الذي ظل تحته مع جارديم وعرف الهلال طريق المرمى كما كان سابقاً وكل هذه توحي بأن "زعيم آسيا" في طريقه لاستعادة هويته الهجومية الكاسحة، ما تعطي الكثير من التفاؤل لدى أنصار "الأزرق" قبل اللقاءين. وبالنظر إلى النصر فإنه خسارته أمام الهلال ستعني الدخول في حسابات معقدة ربما تصعّب عليه حتى الحصول على وصافة الترتيب مع تراجع الزخم الذي أوجده حضوره الأرجنتيني روسو، فضلاً عن النقد الذي يلاحق إدارة النصر حول طريقة تحضيرها للمباراة من خلال تسجيل الاعتراض على موعد مباراة الهلال والاتحاد والمحدد منذ 11 يناير الماضي، فضلاً عن الضغط الإعلامي النصراوي المستمر على جانب التحكيم على الرغم من تكليف طاقم تحكيم أجنبي روسي له حضور أوروبي وخبرة تليق بقيادة "الديربي". المؤكد أن الهلال بقيادة سيكون في أصعب أسابيعه هذا الموسم على مستوى المنافسة على لقب الدوري، فالنقاط الست ستصنع الكثير من الفارق، وسيعلن الهلال قدومه بشكل رسمي للمنافسة إن استطاع كسب المواجهتين، وعدا عن ذلك فإن الاتحاد سيستفيد كثيراً من نتيجة مواجهة النصر والهلال بكل الأحوال وستكون استفادته أكبر لو استطاع إسقاط الهلال، وهو ما لن يكون سهلاً على الهلاليين. سلطان السيف