تشهد تقارير إدارات المرور قبيل موعد الإفطار طوال شهر رمضان المبارك تزايداً في حوادث السيارات، وكأن الجميع يسابقون الزمن للوصول إلى منازلهم، غير عابئين بما يسببونه من ازدحام وفوضى على الطرقات وقيادة متهورة غير محسوبة العواقب، ما يسهم في ارتفاع حوادث الطرقات، والخلل يكمن في سلوك بعض قائدي السيارات الذين يقودون مركباتهم بسرعة جنونية للحاق بوقت الإفطار في منازلهم، غير متقيدين بالسرعة المحددة وضبط النفس في تلك الفترة للحد من المخاطر التي قد يتسبب فيها بعضهم، متناسين مدى الخطورة التي قد يحدثونها لأنفسهم ولغيرهم بسبب عدم التقيد بتعليمات السلامة المرورية، ما ينتج عنه أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات. وتكثف دوريات المرور جهودها وقت الذروة، لضبط الحركة المرورية، ومواجهة أي عراقيل قد يتسبب بها المتهورون، إلاّ أنهم يتطلعون لتعاون قائدي المركبات للتسهيل مهمتهم ومساعدتهم في الوصول لمقراتهم دون تعريضهم لأي عقبات - بإذن الله -. وفي هذا الوقت بالذات يستنفر الهلال الأحمر السعودي جهوده وإمكانياته لتلقي البلاغات عن حالات إسعافية كل يوم قبيل وقت الإفطار، وتباشر الفرق التطوعية التابعة لهيئة الهلال الأحمر بهدف تقديم الخدمات الإسعافية بشكل عاجل. وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في حوادث المرور والإصابات والوفيات المرتبطة بها بنسبة 33 %، مقارنة مع العام الماضي بسبب التقيد بتعليمات السلامة المرورية على الطرقات وتطبيق نظام المخالفات المرورية لمن لا يتقيدون بالتعليمات المرورية، إلاّ أن انخفاض الوعي لدى بعض السائقين لا يزال خصوصاً في فترة قبيل وقت الإفطار في رمضان مما يتسبب في حوادث مميتة. وخلال الأسبوع الأول من رمضان هذا العام، كشفت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بقسم الطوارئ العام عن استقبالها ل81 حالة تعرضت لحوادث سير في الرياض فقط قبيل وقت الإفطار. وعن الحوادث في تلك الفترة بالذات فقد أشار تقرير لهيئة الهلال الأحمر السعودي في أول أيام رمضان حول بلاغات إصابات الحوادث المرورية التي باشرها سفراء الحياة في أول أيام شهر رمضان المبارك، حيث كشف التقرير عن 406 بلاغات في مختلف مناطق المملكة. وبيّن التقرير أن مكةالمكرمة كانت الأكثر في عدد الحوادث المرورية ب168 حادثًا، ثم الرياض ب 100 حادث، موضحاً التقرير أن أكثر عدد للحوادث هو في الفترة ما قبل الإفطار؛ بسبب عدم التزام السائقين بتعليمات السلامة المرورية وأهمها السرعة الزائدة خاصةً في الوقت الذي يسبق أذان المغرب. ويرى مختصون أن الوفيات والإعاقات تكثر في رمضان بسبب حوادث الطرق داعين إلى أهمية تعلم مبادئ السلامة وتطبيقها خاصةً بين فئة الشباب. وحرص كثير من المتطوعين على تفطير الصائمين في الطرقات العامة وعند الإشارات المرورية، لتفادي أحرج الفترات التي هي قبيل موعد الإفطار والتي تكثر حينها الحوادث المرورية بسبب عدم الالتزام بالسرعة المحددة وارتكاب المخالفات المرورية كقطع الإشارات أو عكس السير، من أجل اللحاق بوجبة الإفطار، وتسهم تلك الجهود التطوعية بهدف الحد من الحوادث المرورية والسرعة الزائدة، وذلك عبر توزيع وجبات إفطار خفيفة على السائقين قبل أذان المغرب في التقاطعات المرورية المهمة والأماكن المزدحمة حفاظاً على سلامة الجميع، ومساهمة من هؤلاء المتطوعين في الحد من تهور بعض السائقين، وتذكيرهم بأهمية الالتزام بالقواعد والتعليمات المرورية لا سيما قبيل وقت أذان المغرب التي يزيد فيها الازدحام المروري، ومساهمة منهم في تسهيل الحركة المرورية على مرتادي الطرقات.