عوامل نجاح المحاور كثيرة، منها السمات الشخصية وتتضمن مهارة الإنصات، والتحضير الجيد، ومهارة إعداد الأسئلة واستنباط أسئلة من خلال إجابات ضيف اللقاء، والثقافة العامة، وعدم تقليد الآخرين. طرح الأسئلة المناسبة مهارة تعكس ثقافة المحاور وقدرته على استيعاب ظروف المجتمع، واحترام ثقافة المتلقي. جذب المتلقين للحوارات التلفزيونية أو الإذاعية يعتمد على اختيار الضيف وفق معايير معينة وتحديد أهداف للحوار مع الأخذ في الاعتبار احترام عقول المستهدفين وثقافتهم. إن نجاح البرامج الحوارية، وإن كان يعتمد على ثقافة ضيف اللقاء وخبرته وتخصصه ومهارته في الحديث، إلا أن هذه العوامل تفقد تأثيرها بوجود محاور لا يرتقي بأدائه إلى مستوى الضيف إما لأنه لا يجيد الإنصات أو لا يجيد طرح الأسئلة أو يحاول كسب المتابعين عبر الدخول في متاهات لا علاقة لها بموضوع اللقاء أو يلجأ إلى تقليد محاورين آخرين، أو يقاطع ويتحدث أكثر من الضيف ويحول أسئلته وتعليقاته إلى محاضرة. الإنصات الجيد للمتحدث يساعد المحاور على الاستيعاب وعلى إعطاء تغذية راجعة واستنباط أسئلة لم تكن في الحسبان، الأسئلة الجاهزة المكتوبة غير كافية لتقديم مادة حوارية جاذبة ومفيدة وهي تحول المذيع إلى جهاز أو شاشة تعرض الأسئلة وتسجل الإجابات. التحدي هو في الخروج من قفص الأسئلة الجاهزة إلى مساحة حرة هي بمثابة اختبار لثقافة المحاور وحكمته. والتحدي الآخر يكمن في مدى قدرة المحاور على ممارسة الموضوعية وتجنب الشخصنة والتفريق بين الرأي والمعلومة، وتجنب تلغيم الأسئلة بإجابات يبحث عنها المحاور. الحوار الإيجابي حوار ممتع ومفيد لأنه يحترم عقل المتلقي ويحاول الوصول إلى الحقيقة وليس إلى تخطئة أحد أطراف الحوار، هذا الحوار الإيجابي لا يحقق الإيجابية والنجاح إلا بوجود محاور متمكن يجمع بين الثقافة العامة ومهارات الاتصال وتجنب الإثارة السطحية أو التفاهات التي يراد منها جذب المتلقين فيحدث العكس.