لا يكاد يخلو مجتمع من اناس قرروا العيش عالة على غيرهم، فتراهم رثين الملابس مستدرين العطف منتشرين في الشوارع وأمام المساجد يطلبون الناس مالًا بحجة العوز والحاجة، لا يختلف اثنان على ضرر هذه الظاهرة على المجتمعات، فالسعي وراء الكسب السريع والاعتماد على عاطفة الناس في كسب لقمة العيش وإحراج المارة يجعل من يريد التصدق في شك بين المحتاج الحقيقي والمتسول. وتزداد أعداد المتسولين في شهر رمضان الكريم، بشكل كبير حيث يبحث الجميع عن الأجر من خلال الصدقات، وفي الجانب الآخر يستغل ضعفاء النفوس ذلك الامر للحصول على الصدقات بغير وجه حق. اللجنة الدائمة للإفتاء قالت حول هذا الامر أنه لا يجوز للشخص أن يسأل الناس مالاً، إلا إذا حصل له مصيبة عظمى، أو لم يكن لديه عمل يكفي حاجته وليس لديه القدرة على التكسب، أما لغير ذلك فهو حرام وسحت يحاسب عليه من يقوم به، وهو جرم في القانون وتعاقب عليه الدولة. ظاهرة التسول محليا أصبحت تكثر في شهر رمضان المبارك، وتنشط فيه بشكل كبير. وقد يشمل الأمر على عصابات متخصصة وراء الظاهرة، فبعض تلك العصابات يستخدم الأطفال والرضع وذوي العاهات للحصول على أموال المحسنين، كما ان مصير تلك الأموال مجهول. وتؤكد الدراسة أن 94% من ممارسي التسول غير سعوديين، وأن مجموع الصدقات والأموال التي من الممكن أن يتم جمعها يصل ل700 مليون ريال سنوياً، وأن هناك أكثر من 24 ألف طفل تم استغلالهم للتسول، وأن أعداد المتسولين يزداد لما يقارب 55% في شهر رمضان، بينما يزداد بنسبة 96% في المدينةالمنورة، وبنسبة 67% في مكةالمكرمة. ليس لمسلم أن يتجرأ على منع الخير، وإنما هو الارشاد الى الطريق الصحيح للعطاء ، فمن لديه القدرة على العطاء وعلى من يحتاج للمساعدة أن يتجه لجهة أو لجمعية خيرية موثوقة يمكن أن تتولى الأمر في ضمن رقابة الدولة ومحاسبتها، فتجول المحتاج في الأسواق والشوارع وأمام المساجد وطلبه اللحوح على الناس لإعطائه والعطف عليه فيه استنقاص لإنسانيته، وحرج على الباذل، لذا وجب عدم التجاوب مع اولئك المتسولين ، فمن أراد عمل الخير يمكنه التوجه للجهات المختصة والجمعيات الموثوقة والقيام بالتبرع، وبذلك يضمن ذهاب تبرعاته لمن يستحقها فعلاً، وليضمن أنه بتبرعاته هذه وبنيته الصافية لا يضر باقتصاد البلد ولا بأمنها، ولم يشجع تجار البشر على إكمال اعمالهم الدنيئة.