معظم من يميل إلى الشعر الشعبي وحفظه وترديده والاهتمام به واعتباره معبراً عن شعوره، ومعظم من يختار القصيدة، لو سألناهم ما الذي يجعلكم تميلون لهذه القصيدة أو البيت وتتركون ذاك الآخر رغم أنه أكثر جودةً وتميزاً لو طبقنا عليه معايير الشعر وحكم الناقد. لو سألناهم لقالوا: إن الذائقة هي التي تحملهم على ذلك، فهم يتذوقون كل ما عبر عن شعورهم وواقعهم ولامس أحاسيسهم. حتى أن الشاعر في بعض الأحيان يبدع معبراً عن شعوره دون قيد من معيار يملى عليه، كما أنه لا يخضع لمدرسة شعرية محددة إن وجد ذلك، وإنما هو شاعر بالسليقة مثله مثل شعراء حوله لهم طرق ألفوه ونهج شعري يماثل من في بيئته، يقلد هذا ويقلده ويبدع ويحاكي ويزيد ويقصر ويعجب بما عند غيره وغيره كذلك. وعلى هذا فالناقد الحقيقي والحالة تلك هو صاحب الذائقة ، وإن كان الناقد المعروف للشيء وخاصة الشعر، هو من يملك أدوات النقد ومعاييره، وهي عديدة تتصل بالمعاني واللغة والوزن و تفضيل تعبير على آخر من حيث البلاغة والبيان ..إلخ وفي الختام نقف مع قصائد وأبيات لبعض الشعراء وفيها قد تظهر للذائقة هيمنتها التي تقبل على بعض منها وتحجم عن قبول البعض الآخر. يقول الشاعر/ سويلم العلي السهلي.. رحمه الله: ألا يامل قلب ما يطيع الهرج في خله على ما قال الأول ما يطاوع شور عذالي أعقد حجاجي لغيره وهو لا جاني أفله على ما قيل ما يمحا هوى الأول هوى التالي وأهل الدمع من شانه وأجاحد تقل ما اهله ولا أبالي وأنا المجروح وهو اللي على بالي ألا يا تل قلبي تل من تل اليدا كله تمادى يلقط المحار في غبات الاهوالي يتل السيب وامهل له ياليت السيب ما امهل له على ماقيل يبي المال وأرخص عمره الغالي تهيا له بوسط القوع جرجور ضفا ظله يبي عنه المراغ ولا حصل له حيل يحتالي تشقلب وانقلب له ولهبه لاشك فطن له ولي ينظر المخلوق في سابع سما عالي عجب له يوم صاح ثالث الجرجور عن حله ونتل حبل السبق والسيب جاب الغيص بالحالي وشهق عند الطلوع وطاح من جرجور إمذله أخذ مقدار لا يبصر ولا يشعر ولا يسالي أنا قد صابني ما صاب هذا بالهوى كله تماديت بهواها واثر رسم الولف غربالي ويقول الشاعر الهاب بدر: ما احب انافق واتلذذ بالمديح للصح صح وللخطا مثله خطا ما كل واحد ينمدح خلك صريح احد مكانه فوق واحد باالوطا وإليا بغيت المدح والقول الصحيح يستاهله رجال بفعوله سطا اللي بسوق المرجلة ماهو شحيح وفعول طيبه ما يغطيها غطا ويقول الشاعر ممدوح التويجري: لاشفت ضعف الاوادم عقب قوّتها بالحيل والشوف والروحات والجية عرفت طعم الحياة وسر لذتها وان الشباب ونشاط الجسم عارية الناس ما دامها تنعَم بصحتها قلوبها ميّتة وآمالها حية ما تدري ان الليالي من طبيعتها تضحك بوجه الرفيق وتنجض الكية ويقول الشاعر: ضيف الله أباالعون: من بغى فزعة رفيقه في نهار الشدة لا يقصر في لزومه لا بدا له حاجة من حفظ قدر الرجال الرجال تعده لاوطاه الوقت يبشر مايضيق حجاجه الوفاء عند العرب عودٍ يذعذع نده باقيٍ دام الجمايل نارها وهاجة مع هل المعروف كفك بالجمايل مده بالوفاء وطيب العلوم الغانمة ومواجه ويقول الشاعر هزاع الغميسي: ذبحنا المجامل مع بعضنا لهن وهن ولو هن ما يسوى ملي قاعة الشنّة اليا جاك واحدهم اليا حمل نفسه طن وانا مفتكر كيف الاراضي يشيلنّه اشوف العجب جاله مع الناس بدع وفن عيوني يشوفنه واذاني يوحنّه واشوف الردي له هقوةٍ فالطوال وظن واشوف السنافي بيض الايام خلنّه ويقول الشاعر مهنا السعدي: من بغا فرقاي دربه و السلامة يبشر بفرقاي لو ماهو بشفي مايذل النفس ويهين الكرامة في الحياة أشد من طرد المقفي سويلم العلي السهلي ممدوح التويجري ناقد القصيدة يفصل في مقوماتها ناصر الحميضي