الحياة لها أشكال متنوعة، وأنماط متلونة ومحاور متباينة. وتتشكل داخل الأنفس البشرية والأرواح بكل معانيها وقيمها وأفراحها وأحزانها. وتختلف الحياة بطعمها وألوانها وطبيعتها وعسرها ويسرها وبجميع جوانبها وأحاسيسها من شخص إلى آخر. فمن أعماق الأنفس والأرواح تنبثق الحياة بألوان مختلفة تختلف وتتباين من شخص إلى آخر، والإنسان في هذه الحياة هو من يحدد طابع حياته ونمطها وجمالها وقبحها، من خلال منظار داخل نفسه وروحه، تتخلله جميع الأحاسيس والمشاعر الإيجابية والسلبية، يتلائم مع مقاييس الحياة وتطورها ومع إمكانات الأنفس وقدراتها ومع قيمها ومعتقداتها ومع ظروفها الاجتماعية والفردية والمحلية والعالمية. وينفذ من خلال العينين نور يستشعر الواقع ويتخذ صبغة الحياة وألوانها ويلمع وميض النور عبر المشاعر الداخلية، حسب الحالة النفسية للشخص، فإما أن تكون ألوانه المنبثقة زاهية جميلة، تعبر عن جمال السعادة أو تكون ألوانه شاحبه أو سوداء مظلمة تعبر عن عمق الحزن والكآبة. وبما أودعه الله في هذه الحياة من مقومات طبيعية وفطرية وبشرية، فإنها تشير إلى اتساعها للجميع وقدرتها على أن تغمر الكل بالسعادة، في حال غُلبت الجوانب الإنسانية السليمة كالوعي وسعة الأفق والتسامح وحب الخير والإيمان بالله والكرم وسعة الصدر واحترام الذات واحترام الغير، وإذا قدرت الظروف وتضافرت الجهود. وليس منا من يكره صلاح روحه وصفاء سريرته وسلامة تفكيره، ولكن للأسف هناك من لا يدرك أسرار التوكل على الله والتفاؤل وإيجابية التفكير، فتجده دون إدراك، قد يرتدي منظار الكآبة والحزن ويطوي بالتشاؤم والأحزان صفحات حياته، فربما يدرك جمال الحياة في وقت متأخر وقد لا يحسن مهارة الخروج، وربما يوفقه الله ويهتدي إلى نور الحياة ويقصده. فحال السفينة حسب اتباع قوانين الملاحة ومهارة الربان.