تتجه أنظار العالم اليوم الأربعاء 2 مارس لاجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، وشركائها في تحالف أوبك+ برئاسة وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الذي يجدد «استمرار توخي الحذر وإدراك الحاجة إلى الاحتفاظ بالمرونة في استراتيجيتنا واعتماد منظور طويل الأجل». في وقت تجتمع معظم التوقعات على التزام تحالف أويك+ بخطتهم الأصلية المتمثلة في إضافة 400 ألف برميل يوميا من الإنتاج المجمع كل شهر لتجنب المفاجآت. ويعتقد المنتجون أن ارتفاع الأسعار الحالي كان مدفوعًا بالعوامل الجيوسياسية الحربية بدلاً من أساسيات السوق، فيما نبه وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن سنوات من قلة الاستثمار في التنقيب عن النفط تسبب الآن بمخاطر على جانب العرض، وإن الوباء علم الدول المنتجة للنفط شيئًا واحدًا، الا وهو الحذر. فيما نجح تحالف أوبك + بالاتفاق بالتمسك بخطته الحالية برغم الضغوط الامريكية. وتم إعادة التأكيد على خطة تعديل الإنتاج وآلية تعديل الإنتاج الشهرية المعتمدة في اجتماع تحالف أوبك+ التاسع عشر وقرار تعديل الإنتاج الكلي الشهري بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل في اليوم لشهر مارس 2022، وتم التأكيد على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض، والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية يونيو 2022. على ان يجب تقديم خطط التعويض وفقًا لبيان التحالف الخامس عشر. وقرر الاجتماع عقد لقائهم السادس والعشرين في 2 مارس 2022. وقالت أوبك أن الوباء اختبر الارتباط التاريخي الوثيق بين النمو الاقتصادي ونمو الطلب على النفط لكن هذه العلاقة تأثرت بمعدلات الانتعاش المتفاوتة في جميع أنحاء العالم. وتناولت مناقشات أوبك+ التنفيذ الجاري لخطط التحالف ودورها في دعم استقرار سوق النفط والتعافي الاقتصادي المستمر. في وقت تلتزم أوبك +، والتي خفضت الإنتاج عند 9.7 ملايين برميل يوميًا أو نحو 10٪ من الطلب اليومي في 2020، وتقر زيادات تدريجية شهرية في الإنتاج. ويؤكد تحالف أوبك + التزمه وتقيده بخططه وفق قراءته لمستجدات الإحداث، بغض النظر عن ارتفاع الأسعار الذي يرتبط بمدى ارتفاع مخزونات النفط الخام لدى الولاياتالمتحدة. ويناقش الاجتماع العقوبات المقررة وتأثيرها على سوق النفط ويمكن أن تحدث أزمة إمدادات أسوأ إذا فرضت الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية عقوبات على روسيا تؤثر على صادراتها النفطية، وروسيا هي أكبر منتج في أوبك +، بمتوسط 11 مليون برميل في اليوم. وتوقعت أوبك إن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بشكل حاد هذا العام مع تعافي الاقتصاد العالمي بقوة من الوباء، وهو تطور من شأنه أن يدعم الأسعار بالفعل عند أعلى مستوياتها في سبع سنوات. وأعطى شح المعروض النفطي زخما أيضا لأسواق الطاقة المزدهرة، وأظهر تقرير أوبك أيضا أن المنظمة تقلل من التعهد بزيادة إنتاج النفط في يناير بموجب اتفاقها مع الحلفاء. ووفق تقرير لأوبك فإنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط 4.15 ملايين برميل يوميا هذا العام دون تغيير عن توقعاتها الشهر الماضي بعد ارتفاع حاد قدره 5.7 ملايين برميل يوميا في 2021. وقال التقرير في تعليق على توقعات الطلب لعام 2022 ان «إمكانية الاتجاه الصعودي للتنبؤات قائمة على أساس الانتعاش الاقتصادي القوي الملحوظ مع وصول الناتج المحلي الإجمالي بالفعل إلى مستويات ما قبل الوباء»، وأظهر التقرير أيضا زيادة الإنتاج من أوبك حيث أن المنظمة وحلفائها من غير الأعضاء، المعروفين باسم أوبك +، يزيلون تدريجيا تخفيضات الإنتاج القياسية التي تم وضعها في عام 2020. وتهدف أوبك + إلى زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في الشهر، منها نحو 254 ألف برميل يوميا مستحقة من عشرة أعضاء مشاركين في أوبك، لكن الإنتاج زاد بأقل من ذلك حيث يكافح بعض المنتجين لضخ المزيد.