ختم الاجتماع الوزاري التاسع عشر لأوبك والمنتجين المستقلين، الذي عقد عبر الاتصال المرئي أمس الأحد برئاسة وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إضافة إلى الرئيس المشارك، نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك ممثلاً للدول الأعضاء من خارج أوبك، حيث نوه الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالجهود المثابرة لوزراء الدول المشاركة في اتفاقية خفض الإنتاج العالمي المشترك الذي أدى لاستقرار أسواق النفط، مثمناً سموه لشركاء أوبك إضافتهم القيمة التي عززت قوة مخرجات تحالف أوبك+ وقدرته على استمرارية قوة السوق واستدامته. وأعلن تحالف أوبك+ في اجتماعه أمس تمديد اتفاقية إنتاج النفط حتى نهاية 2022 بدلاً من إبريل المقبل، مع إقرار زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر اعتباراً من شهر أغسطس المقبل. وتم النظر بخطوط الأساس العليا للعراق، والكويت، والسعودية، وروسيا، والإمارات بدءاً من ديسمبر 2021، وتم تقييم أداء السوق وأداء دول أوبك+. ولاحظ الاجتماع التعزيز المستمر لأساسيات السوق، حيث أظهر الطلب على النفط علامات واضحة على التحسن وتراجعت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مع استمرار الانتعاش الاقتصادي في معظم أنحاء العالم مع تسارع برامج التطعيم. ورحب الاجتماع بالأداء الإيجابي للدول المشاركة في إعلان التعاون والتقيد التام للدول الأعضاء بمطابقة الإنتاج للحصص المحددة لكل دولة بنسبة التزام تجاوزت 100 % في يونيو، ما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول المشاركة. وفي ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط والإجماع على توقعاته، فإن الاجتماع شدد على إعادة التأكيد على الالتزام الحالي للدول المشاركة في اتفاق "إعلان التعاون" بسوق مستقر بما يخدم المصلحة المشتركة للدول المنتجة، والتوريد الفعال والاقتصادي والآمن للمستهلكين، والعائد العادل على رأس المال المستثمر. كما شدد الاجتماع على إعادة التأكيد على الالتزام الحالي للاجتماع الوزاري العاشر لمنظمة أوبك وغير الأعضاء في أبريل 2020، والمعدل في يونيو وسبتمبر وديسمبر 2020، وكذلك تعديلات يناير وأبريل 2021 لإعادة 2 مليون برميل يوميًا بشكل تدريجي من تعديلات السوق، مع تحديد السرعة وفقًا لظروف السوق. إضافة لذلك، أكد الاجتماع على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة، والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية سبتمبر 2021، كما طلبت بعض الدول ذات الأداء الضعيف تقديم خطط التعويضات وفقًا لبيان الاجتماع الوزاري الخامس عشر لمنظمة أوبك وغير الأعضاء. ونبه الاجتماع لإعادة التأكيد على القرار الذي تم اتخاذه في الاجتماع الوزاري الخامس عشر لأوبك وغير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن تعديلات الإنتاج لشهر أغسطس 2021، بالنظر إلى أساسيات السوق المرصودة. وشدد على ضرورة الاستمرار في التشاور مع أساسيات السوق ومراقبتها عن كثب والحفاظ على الاجتماعات الوزارية الشهرية لأوبك وغير الأعضاء حتى نهاية القرار الذي تم اتخاذه في الاجتماع الوزاري العاشر لأوبك وغير الأعضاء في منظمة أوبك في 12 أبريل 2020. وكانت أسعار النفط يوم الخميس متباينة حيث انتظر المستثمرون قرارًا من المنتجين الرئيسين في تحالف أوبك+ بشأن ما إذا كانوا سيواصلون أو يخففون تخفيضات الإمدادات في النصف الثاني من العام. وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية، انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمعدل 1.15 مليون برميل يوميًا، ما يجعلها أسرع انخفاضاً منذ عقود مع استمرار الطلب في الانتعاش، ما أدى إلى ارتفاع في سوق العقود الآجلة للنفط. وبلغ إنتاج النفط من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المكونة من 13 دولة 26.24 مليون برميل يوميًا في يونيو، وزاد بمقدار 740 ألف برميل يوميًا عن مايو، حيث خففت المنظمة قيود الإمدادات بموجب اتفاق مع حلفائها ومع صعود صادرات إيران وسط محادثات مستمرة على إحياء اتفاقها النووي مع القوى العالمية. خفض إمدادات النفط وقال محللون: تدرس أوبك+ تمديد اتفاقها بشأن خفض إمدادات النفط إلى ما بعد أبريل 2022، بعد التحذير من شكوك كبيرة وخطر حدوث تخمة نفطية العام المقبل، فيما وافقت المجموعة على تسجيل تخفيضات في الإنتاج. بعد التوقعات الصاعدة للطلب العالمي في الأيام الأخيرة، استمرت أسعار النفط في الارتفاع في حين أن الارتفاع الأخير في سوق النفط كان مدفوعًا بالتفاؤل بشأن توقعات الطلب، تشير الهوامش في مصافي التكرير إلى أن الارتفاع في النفط الخام قد يكون متقدمًا قليلاً. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب على النفط الخام بمقدار 5.4 ملايين برميل في اليوم في عام 2021 إلى 96.39 مليون برميل في اليوم. انخفض الطلب بمعدل تاريخي قدره 8.6 ملايين برميل في اليوم في عام 2020، منهياً العام عند 91.03 مليون برميل في اليوم. وسيزداد الطلب بمقدار 3.1 ملايين برميل في اليوم في عام 2022، بمتوسط 99.5 مليون برميل في اليوم. وقالت وكالة الطاقة: إن الطلب سيصل إلى مستويات ما قبل الوباء في الربع الرابع من عام 2022، عند 100.6 مليون برميل في اليوم. وبلغ الطلب في عام 2019، وهو آخر عام كامل قبل انتشار الوباء، 99.67 مليون برميل في اليوم. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يتعافى الطيران في عام 2022، بعد تعرضه لقيود السفر الناجمة عن الوباء، لكن هذا التعافي سيخضع للسيطرة على الوباء على مستوى العالم. وقالت: "بحلول نهاية عام 2022، يجب أن يتجاوز الطلب الإجمالي مستويات ما قبل الجائحة. وسيكون الانتعاش متفاوتًا ليس فقط بين المناطق ولكن عبر القطاعات والمنتجات. في حين أن نهاية الوباء تلوح في الأفق في الاقتصادات المتقدمة، إلا أن التوزيع البطيء للقاحات قد يعرض للخطر الانتعاش في البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.