سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيسة جائزة الصحافة العربية أكدت ل"الحياة" أنها ترفض الوزارة ... وتدعو كل خليجية للحفاظ على "الهوية المحتشمة"! . منى المري : لا نريد تحويل "نادي دبي للصحافة" إلى منصة سياسية
أن تطلب موعداً مع وزير أسهل لك من موعد مع شخصية مثل منى المري... يومها مزدحم، وقد يتخلله سفر إلى أكثر من دولة... صباحها يشتكي مساءها، ومساؤها يسأل صباحها الرفق به. في أبراج الإمارات كان لقاؤنا، ومن الدور ال37 حتى ال42 كانت محطة الجلوس في عالمها... من اجتماع إلى اجتماع، حتى ظفرنا بساعة من وقتها... جوالها لا يهدأ، وأسئلتنا هي أيضاً لا تهدأ! نجاح أية امرأة خليجية يجعل الفرحة به أكبر، لا لأنه ضرب من خيال، ولكن لأنه نجاح تكتنفه كل الصعوبات والمسؤوليات. منى المري انطلقت من مهرجان دبي للتسوق حيث تفوقت، ومن خلاله انتقلت إلى جائزة دبي للصحافة لتنشئ اقوى جائزة عربية للصحافة، وتنظم أجمل منتدى للإعلام العربي. ولأن طموحاتها لا تتوقف... ها هي تعد عدتها لمؤسسة المرأة في الإمارات، لتبدأ عهداً جديداً من الإنجازات. لأنها شابة فكل شيء حولها يفيض حيوية وشباباً... هي امرأة عصرية بتقاليد تحافظ على هويتها... تعالوا نتلمّس بعض رؤاها، ونعرف من خلالها طرقاً للنجاح تستحق ان نسلكها. كيف استطعت أن تختصري كل شيء وتتجاوزي كل العقبات لتصلي إلى ما أنت عليه الآن؟ - لا أعتقد أنني اختصرت كل شيء، ولكن الإنسان الطموح المجتهد الذي يملك حب العمل أعطاني القدرة على أن أختصر وأكون سريعة في خطواتي، هذه السرعة جاءت طبعاً بناء على جهد شخصي، وكانت هناك قيادة ترعى هذه الجهود وتقدرها وتدعمها، وهذا ليس غريبًا علينا هنا في الإمارات، وفي دبي على وجه الخصوص، حيث لدينا قيادة تؤمن بالكفاءات الإماراتية الشابة وتهيئتها من خلال التدريب، وإعطائها الفرصة لإثبات وجودها ومنحها المسؤولية والثقة من خلال تحمل المسؤوليات المخولة لها، كل هذا ساعد على تكوين شخصية، وأتمنى أن أكون مثالاً للمرأة الإماراتية القيادية، التي تتمنى أن يزدهر القطاع الإعلامي بكل ما فيه، هذا هو طموح شابة تؤمن بهذا القطاع، وتؤمن بأن هناك كفاءات يجب أن تستثمر فيها بصورة أكبر لتحقيق غايات وأهداف أسمى. المرأة الخليجية والتحدي كونك امرأة خليجية... هل ساعدك هذا على التفوق أم جعل التحدي أصعب؟ - بالطبع، سهّل عليّ، وأيضاً وضعني في موقف تحدٍ... يمكن أنني اليوم من المحظوظات في قطاع الإعلام الذي يحظى - للأسف - بنسبة متدنية جدًا من دخول المرأة الإماراتية فيه على وجه الخصوص، ومنحني هذا فرصة لتقبّل هذا الوجود والتحدي، وأن أكون في منصب قيادي، وأنا عندما بدأت كنت في سن صغيرة بالنسبة إلى الموجودين في هذا القطاع. والحمد لله أنا اليوم لا أعتقد أن الموضوع موضوع رجل أو امرأة، أو موضوع سن صغيرة أو كبيرة، لكن الموضوع يجب أن يكون مبنياً على الكفاءة وحب العمل، وعلى تحمّل هذه المسؤولية، فالقطاع الإعلامي يمكن للإنسان أن يحبه، وهناك أناس كثيرون في هذا القطاع، لكن للأسف لم يعطوه شيئاً لوجود فراغ في نفس هذا الشخص أو هذا المسؤول في هذا القطاع، ولكن وجود الاهتمام والحب للعمل الإعلامي لا بد من أن تصاحبه قوة في الشخصية، فالقطاع الإعلامي يحتاج إلى شخصيات قوية. نحن لدينا مبدعون كثر، لكن تنقصنا إدارة مبدعة تدير هذا الإبداع كله، وصعب جداً أن تجمع بين فكر وإدارة قوية، لهذا فالإعلامي القوي في نظري نادر! لأن الإعلامي الذي يجمع بين الإدارة والثقافة والممارسة عملة نادرة، ويجب البحث عنها أو حتى الاستثمار فيها، خصوصاً الكوادر الشابة التي تمتلك مثل هذه المواهب. منح المرأة فرصة النجاح هل يلزمه قرار سياسي أم قرار اجتماعي؟ - في المقام الأول سياسي اليوم، إذا لم تدعم الحكومات المرأة فلن يدعمها المجتمع، ونحن والحمد لله حكوماتنا على دراية، وأنا أتكلم على الأقل على مستوى حكومتنا في الإمارات، التي نجد لها تأثيراً كبيراً في الرأي العام الاجتماعي، والشعب لديه ثقة كبيرة بها، فإذا قال الحاكم شيئاً فإن الشعب يأخذه بمنتهى الفخر وينفذه، وإذا رأت القيادة توفير وتقدير وتعزيز حضور المرأة، فالقرار الاجتماعي بالتالي سيكون سهلاً جداً، وسينفذونه قبل أن تنفذه الحكومة، وسيدعم الأب ابنته، والزوج امرأته، لماذا؟ لأنهم في النهاية لديهم ثقة بقياداتهم وحكوماتهم. المرأة في الإمارات نالت فرصة أكبر من نظيراتها في الخليج، إلى أي شيء تعزين ذلك؟ - بالعكس، أنا أعتقد أن هناك نماذج طيبة وقوية، وإذا رجعنا للإحصاءات والدراسات نرى في المملكة العربية السعودية ارتفاع نسبة المثقفات وحتى العاملات، لكن - للأسف - الإعلام هو الذي يبرز. ونحن في الإمارات، وفي دبي خصوصاً، ناجحون في العلاقات الإعلامية، وناجحون في التسويق، واستطعنا أن نبرز الكفاءات الإعلامية بصورة صحيحة، لا أحد ينكر دور الكويت الريادي في عمل المرأة السياسي، ودور البحرين وعمان وقطر، ولكن الإمارات من الدول التي اتجهت اتجاهاً مختلفاً تماماً، هو تطوير القيادات النسائية في قطاعات مختلفة جداً، منها الاقتصاد والإعلام، وهذا في حد ذاته أعطانا نوعاً من الاختلاف عن المنطقة. التناقض في الهوية كفتاة خليجية ناشطة... كيف ترين تسارع وتيرة النشاط النسائي في المنطقة؟ - نحن نجحنا لأنه توجد قيادة تؤمن بدور المرأة، وليس فقط بإيجاد وجوه تملأ فراغاً أو منصباً لأجل أن تظهرها للعالم كنوع من التحضر، نحن في الخليج - باستثناء السعودية - آخر دولة عينت وزيرة، ولكن هذه الوزيرة وصلت إلى منصبها بكفاءة ولم تصل إلى المنصب لكونها امرأة، وهذا ما يميز الإمارات، فدولتنا استثمرت في كوادرها الوطنية سواء أكانت امرأة أو رجلاً. وخرجت من هذه الكوادر نجوم، منها من أصبحت وزيرة إذا كنا نتحدث عن المرأة، وأيضاً نجوم، ويوجد وزراء شبان الآن، وأيضاً على مستوى القطاعات المختلفة. اليوم نحن مُستثمر فينا كموارد بشرية، من خلال تأهيل وتدريب وبرامج تؤهلنا للقيادة، ونجحنا. واليوم لدينا الكفاءة ونطمح للأكثر، في حين هناك دول خليجية وعربية لم تستثمر في الطاقات الشابة بقدر استغلال الطاقات الموجودة، يجب ألا نفكر ماذا لدينا الآن، يجب أن نفكر ماذا سيكون لدينا من طاقات خلال العشر أو العشرين سنة المقبلة. هناك أمور كثيرة ساعدتنا على النجاح، ولكن في النهاية نحن كحكومة وشعب بيننا تجانس كبير جداً نعيشه في الإمارات، والحمد لله. وعندما أتكلم لا أتكلم عن شعب، أتكلم عن مواطنين، أتحدث عن شعب فيه تقريباً أكثر من 180 جنسية، هذا بحد ذاته خليط، وهذا أعطانا نحن المواطنين قاعدة جيدة من الثقافات، وبنينا قاعدة جيدة من التعلّم والاستفادة من خبرات الآخرين. أعتقد أن مشكلتنا الأساسية في الدول العربية أننا نخاف من الآخر، ونخاف من انتقاد الآخر لنا، خصوصاً عندما تتعلق القضية بمواضيع حساسة مثل موضوع المرأة، ونحاول أن نبرز أن المرأة عندها كل شيء، ويتوافر لديها كل شيء، ولعل هذا شيء صحيح، لكن في الجانب الآخر يجب أن نؤمن بأن هذه المرأة لها دور في المجتمع ليس من المفترض تجاهله، المرأة يجب أن توجد في الأصعدة كافة، أنا اليوم إذا لم أكن أماً أو ربة منزل فليس معنى هذا أننا انتهكنا دور هذه المرأة، بالعكس، يمكن أنها تلعب دوراً مهماً في حياة الأسرة، وفي عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأنا عندما تكون لدي أم متعلمة هذا بحد ذاته يضمن لي أن يكون عندي جيل شاب متعلم، وهذا يمكن أن يفيده، ومن مشكلاتنا أيضاً أن نحاول إبراز المرأة في مجالات يمكن أن البعض منها يخالف طبيعة المرأة، أتمنى ألا يكون هذا تركيزنا، صحيح مهم أن نبرز المرأة للعالم الغربي خصوصاً، وللعالم العربي الذي أخذ عنا فكرة سلبية جداً في المجتمعات الخليجية، وأنا اليوم عندما أسافر إلى أية دولة عربية، مثلاً إذا سافرت إلى دولة مثل مصر، وأنا أنظر إليها كدولة ملمة بالتطور الذي حصل في منطقة الخليج، كيف لي أن ألوم دولة أوروبية تبعد عني آلاف الأميال وأنتقص من نظرتهم إلي، اليوم دورنا نحن النساء الخليجيات على وجه الخصوص أن نلعب دوراً مهماً جداً على جانبين، الجانب العربي والجانب الغربي، والعرب - للأسف - لا يعرفوننا، فلابد من أن نلعب هذا الدور، ولابد من أن نُعرّف بأنفسنا، ولابد من أن نتحرك، ولابد من أن نبرز في الإعلام ونشارك في كل الفعاليات. يشاع أنك مشروع وزيرة قادمة؟ - ليس من طموحي هذا المنصب في الحياة العملية، وأنا أعتقد أن هناك أموراً كثيرة يمكن أن يبدع فيها الإنسان ويحس أن لها تأثيراً في المجتمع، والإنسان لابد من ألا يكون طموحه أن يكون وزيراً أو سفيراً، وفي النهاية طموحي خدمة البلد، ووزارة الإعلام ألغيت، وأنا دوري مهم في قطاع الإعلام، والخبرة التي اكتسبتها خلال عملي في السنوات العشر الماضية تؤهلني لأن أطور هذا القطاع الإعلامي، لأنه في النهاية واجهة للبلد، وإذا لم يُستثمر في هذا القطاع ولم نستثمر فيه القدرات الإماراتية فسينعكس هذا على البلد، وأنا اليوم والحمد لله أترأس نادي دبي للصحافة، وعضو في مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، وهذه أمور تهمني أكثر، ومن خلال وجودي في هذه المؤسسات واللجان والمجالس، أعتقد أن لي دوراً في تطوير القطاع، وهذا الذي أحرص عليه. إلى متى تتحكم العادات والتقاليد في أداء وفاعلية النشاط النسائي عندنا؟ - طبعاً أكيد هناك حدود، إذا لم احترمها فهذا يعني أنني لم أحترم عادات وتقاليد بلدي، هذه الحدود يجب أن أستوعبها وأحترمها، حتى يوجد احترام متبادل. وأنا لا أستطيع الحكم على هذا الشيء في كل الدول، فهي تختلف من دولة إلى دولة، مع انها قد تكون قريبة بيننا، ولكن هناك اختلافاً كبيراً في العادات والتقاليد، نحن اليوم من الدول المنفتحة، وبسبب هذا الانفتاح والتنوع في الجنسيات الموجودة لدينا، يهمني كمواطنة المحافظة على هويتي الإماراتية، كما يهمني أن أرى شخصاً يحافظ على هويته الثانية. وهذا في حد ذاته ليس مبالغاً فيه أو مغالى فيه، وأنا عندما أمثل بلدي في الخارج أفضل أن أمثلها بهويتي الإماراتية. وأنا دائماً في نقاش مع الشركات والوفود في ذلك، وهذا جزء من الثقافة، وأنا أحترم الهندية التي تلبس الساري أو الهندي الذي يلبس البنجابي عندما أراه في أوروبا أو أميركا، أحترمه وهم يحترمونه. لماذا عندنا هذا النوع من التناقض في طرح هوياتنا، أو الخوف من طرح هوياتنا العربية المحتشمة، ليس فيها شيء... بالعكس يحترمك الآخر، وعليه أتمنى أن أرى هذا الشيء في الخارج. في الإعلام والعلاقات العامة الكل يشهد لك بالإبداع... كيف أعددت نفسك لهذا المجال؟ - أول شيء حبي للإعلام لم يكن محض الصدفة، أنا دخلت هذا القطاع على رغم أنني لم أدرسه، فأنا درست الإدارة والتسويق، لكن حبي للقطاع الإعلامي منذ أيام الدراسة الأولى، وانخراطي في أول عمل لي في مهرجان دبي للتسوق، وإلى اليوم تدرجت في هذا العمل سواء من أمور صحافية إلى العلاقات الإعلامية، إذ إن هناك ندرة من المواطنين في هذا القطاع، ما أعطاني دفعة قوية واهتماماً أكبر، حتى من المسؤولين في الحكومة. والحمد لله أعددت نفسي بطريقة صحيحة، ولم أستعجل بناء كفاءتي، والإنسان إذا كان لديه طموح نجح، وذكرت لك أن هدفي في حياتي العملية أن أطور هذا القطاع، وهذا هدفي الأساسي مع انشغالي بأمور أخرى، فتقريباً منذ ثلاث سنوات بدأت أهتم بموضوع المرأة... أريد أن أبرز في هذا المجال لأن لدي حرصاً وقناعة بأن الحكومة تدعم دور المرأة في الإمارات، ولكن تحتاج من يساعد الحكومة بتقديم الاقتراحات المناسبة. لا نريد أن تأتي الجمعيات أو المؤسسات العالمية وتفرض علينا مقترحات، نريد أن تكون لدينا مبادرات من أنفسنا، وأعتقد أن الحكومة سترحب بهذا الشيء. الإعلام والعلاقات العامة عالم صاخب... فكيف تبحرين فيه بهدوء؟ - أنا لست هادئة تماماً، لكن الخبرة أولاً في العمل وبناء القدرات مهمة جداً، وأنا أعتقد أن أهم شيء بناء فريق العمل ومنحه صلاحيات متنوعة، فأنا اليوم مرتاحة لأن عندي فريق عمل مميزاً في نادي دبي للصحافة، يستطيع أن يقوم بمؤتمر، ففريق عدده سبعة أشخاص يستطيع أن يقوم بهذا العمل الضخم بكل التسهيلات من البداية إلى النهاية، ومن بداية وصول المشاركين إلى مغادرتهم، أعتقد أن هذا هو النجاح. وأنا أؤمن ببناء القدرات الشابة، فنحن نأتي بمتطوعين من الجامعات والكليات وندعهم ليتعلموا، لأنك في النهاية تبني لمستقبل الشباب كي تحببه في هذا القطاع، والحمد الله أن معظم الذين يعملون في هذا القطاع كانوا يأتون متطوعين ومتدربين في المؤسسة. وعلى رغم صغر حجم فريق عمل نادي دبي للصحافة، وصغر عمره الذي يبلغ سبع سنوات فقط، لكن إنجازاته وسمعته سبقا كل شيء، وهذا الشيء يفرحني، لأن عندي فريقاً شاباً، وعلى فكرة يمكن أنا أكبر واحدة في الفريق الموجود، فالفريق الشاب الذي تعطيه الثقة يعطيك نجاحات لا تتخيلها، لأنني أُُعطيت هذه الثقة وبرهنت، سواء للذي كان راضياً أو غير راض، لأنني إنسانة قادرة على الإنتاج... والإنتاج المميز. كونك في دبي.. هل هذا يجعلك تحت مسؤولية أكبر وضغط أكثر..؟ - أنا لا أعتقد ذلك، ولكنه حلم أن تستمر من نجاح إلى نجاح، طبعاً هناك تنافس وهذا يشجعنا على أن نحتل المركز الأول، لا أقول هذا بغرور ولكن أقوله بفخر، لأننا أصبحنا نموذجاً في الوطن العربي اليوم، ومفترض ألا نتراجع، ونحن نحب ألا نكون إلا في المرتبة الأولى دائماً، واليوم نحن مؤهلون في أكثر من مجال لأن نكون في المرتبة الأولى، ليس على مستوى محلي أو عربي، نحن نريد أن ننافس على مستوى عالمي، نريد أن نكون مدينة عربية عالمية، نريد أن نكون قصة نجاح عربية، وأن ينظر الغرب إلينا على أننا ناجحون. الشيخ محمد بن راشد هو الرقم الصعب في الإدارة الحديثة.. كيف وجدت القرب منه؟ هل تذكرين أول لقاء معه؟ وأول عتب منه لك؟ - الشيخ محمد بن راشد هذا القائد الناجح الإنسان هو أول من شجع عمل المرأة، فقد شجعنا بصورة كبيرة، والمتابع لمشاريعه يرى أن هناك قيادياً لديه مشاريع، ومن يقوم بتنفيذ هذه المشاريع، وهناك قيادي يبتكر المشاريع ويتابع نجاح هذه المشاريع، وهذا هو الشيخ محمد بن راشد، ليس قيادياً إدارياً فذاً، لكنه ممارس لهذه القيادة بصورة صحيحة، ومتابع، وهذا ما يميز الشيخ محمد بن راشد. وكون الشيخ محمد يعرفني فهذا بحد ذاته يجعلني أشعر بالمسؤولية الأكبر، فما بالك بالناس الموجودين قرب الشيخ محمد، فنحن كشعب وكشباب نحس بقرب الشيخ محمد منا، وهذا يعطينا دافعاً أكبر لنكون مميزين. والحمد لله... الشيخ محمد يؤمن بالكفاءات الشابة، وهو أول شخص شجعني على التميز لأنه نموذج للتميز، وأنا لا أريد أن أبالغ وأقول إن الشيخ محمد دائماً فخور بالشباب الذي عنده، فالشيخ محمد فخور بنا جداً والحمد لله، ولا أعتقد أننا نرضى بأن يحس الشيخ أننا مقصرون في العمل، ولذلك ترى في بيتي حركة دائبة. نادي دبي للصحافة نادي دبي للصحافة أصبح قبلة الإعلاميين... ما مدى رضاك عنه؟ وماذا تحملين في جعبتك لمستقبله؟ - أنا اليوم إذا تركت النادي فسأكون مرتاحة، ولو فكرت أن أتركه فإن لدي فريق عمل يستطيع أن يستمر في تحقيق النجاحات نفسها، إذا لم يكن أفضل، فعمرنا قصير سبع سنوات ونقارن أنفسنا بنواد تأسست منذ مئات السنين ولم تقم بالذي قمنا به في نادي دبي للصحافة، وحتى هذه النوادي العالمية التي قابلتها يفاجأون بالأنشطة التي قام بها نادي دبي للصحافة. واليوم أنا مطمئنة، فإذا كانت هناك خطة واستراتيجية لنجاح هذا النادي فستكون مطمئناً وإن لم تكن موجوداً لسير عمل النادي، وهناك كفاءات موجودة من الممكن أن تستلم زمام الأمور. وعلى الإنسان ألا يكون في الكرسي نفسه والمكان نفسه طوال عمره، وهدفنا - وأنا قلت لك هدفي - أن أطور شباباً يتسلّمون العمل، وأنا اليوم أفكر في أن يتسلّمه غيري. ما معاييرك في فريق العمل؟ هل تفكرين في المرأة أكثر؟ - أنا أفكر في الكفاءة ولا انظر إلى جنس الشخص سواء أكان ذكراً أم أنثى، ولا الجنسية، ولكن أنظر إلى الكفاءة، ويجب أن نهتم بالكفاءة الوطنية، وهناك أيضاً الكفاءة الأجنبية، يجب أن نحترمها وأن نستفيد من خبراتها، ولكي أنجح لابد من أن يكون لدي هذا التنوع، حتى في العمل يجب أن يكون لديك صاحب الفكر الأجنبي وصاحب الفكر العربي وصاحب الفكر المحلي، لأن هذا الخليط يعطيك نجاحاً مميزاً. نادي دبي كرّس مفهوم التواصل والحوار بين الحضارات؟ - لا... أنا أؤمن بالحوار الإعلامي الثقافي الفكري، يعني أنا حين أستضيف مفكراً أجنبياً يتحدث في الإعلام، ومفكراً آخر عربياً يتحدث في الإعلام، هدفي الأساسي تبادل الخبرات من خلال الحوار والنقاش، هدفي أن يعرف الآخر من نحن، ونعرف نحن من الآخر، لعل عندنا نظرة محدودة نحو الآخر، والآخر عنده المفهوم نفسه عنا، دورنا نحن كملتقى للحوار أن نخلق هذا الجسر، وهذا التواصل بيننا وبين الأخر، وأنا أقصد به الإعلام الغربي. يعتب البعض أن نادي دبي يفتقد الحضور السياسي، ويكرّس نشاطه للشأنين الثقافي والإعلامي فقط... ما تعليقك؟ - طبعاً لا أعتبر هذا اتهاماً، بالعكس، فنحن لم ننشئ هذا النادي ليكون مركزاً سياسياً، نحن هدفنا الأساسي توفير خدمات للإعلاميين، وتوفير حوار ونقاش بينهم، وتوفير منصة للحوار سواء أكان اقتصادياً أم سياسياً عندنا هذا الشيء، ولكن أنا لا أريد أن أتحول إلى منصة سياسية، لأن أولاً بلدي الإمارات لها خصوصيتها، ولها أيضاً أسلوبها في الحوار السياسي، ومعروفة بعدم توجهها إلى الحوار السياسي العام، وليس فقط على المستوى المحلي. فنحن في الإمارات لا نلعب أي دور سياسي في المنطقة مثل بعض الدول العربية، بل توجهنا اقتصادي والكل يعرف ذلك، وهذا الذي نتميز به، وهذا سبب نجاحها أنها لم تتوجه إلى المعترك السياسي الذي أخّر بعض الدول العربية، وسرّ نجاحنا هو توجهنا إلى مجال نجحنا فيه هو المجال الاقتصادي، والإداري وراء نجاحنا. نحن اليوم والحمد لله نهتم بالإدارة، ونهتم بالإنسان وتطوير الكفاءات، ودولة الإمارات تهتم بهذا الشيء بصورة كبيرة، وهذا الذي يخلق لك المركز السياسي، وهذا الذي يخلق لك الحضور الاقتصادي بصورة أكبر. منتدى الإعلام العربي بلا فائدة منتدى الإعلام العربي... يرى البعض أنه اللاعب الرئيسي في الفكر الإعلامي العربي.. وانه سنة بعد سنة يطور أدواته أكثر... أنتم كجهة تنظيمية مسؤولة عنهم، كيف تقوّمون تأثيره في الوسط الإعلامي؟ - أنا أقول - للأسف - كان هناك مؤتمر.. أصبحت عندنا مؤتمرات تتحدث ولا تنفذ، لدينا طموحات وأفكار ولكنها تنحصر في المؤتمرات ولا تأخذ جانب التنفيذ، الذي ميز هذا المؤتمر، والذي إن شاء الله سيميزه، وهذا الشيء لاحظته ونحن في الدورة الخامسة، وأنا لاحظت في الدورة الرابعة أن المنتدى لا يتعدى كونه لقاء وتواصلاً لا تنتج منهما أية مقترحات أو نتائج، يعني كان عبارة عن تواصل، وهذا جيد ومطلوب أن يكون هناك لقاء وتواصل وحوار موجود، لكن الحمد لله عندما لاحظناه كذلك أتينا بفكرة إعداد تقرير عن الإعلام العربي، وأخذنا ست دول عربية وناقشنا حالها، لأننا إذا أردنا أن نصل إلى نتائج يجب أن ندرس الحالة الموجودة والوضع الإعلامي العربي، أخذنا ست دول، ولكن سيتسع ليشمل دولاً أخرى في السنوات المقبلة. والشيء المميز أنه لا يوجد تقرير عن وضع الإعلام العربي من أية مؤسسة كانت، وإذا كانت هناك تقارير فهي فردية، وتركز فقط على جانب الحرية الإعلامية. وإذا أردنا حرية إعلامية فهل من المعقول ألا نركز على وضعنا الإعلامي اليوم؟ نحن نفتقر إلى أمور كثيرة ولكن ركزنا على جزئيتين، جزئية المؤسسات وتطوير المؤسسات وتطوير الكوادر الإعلامية، بهاتين الجزئيتين سنصل إلى شيء اسمه حرية إعلامية. كيف نطالب اليوم بحرية إعلامية ومؤسساتنا تتأخر..؟ كيف نطالب بحرية إعلامية وكوادرنا تنفر من هذا المجال..؟ للأسف ليست لدينا كوادر، فاليوم الصحافي المميز الناجح تأتيه عروض وإغراءات من كل جانب، وأنا أقول إن هناك فرصاً وإغراءات لاستقطاب مثل هذه الكفاءات، سواء من القطاع الحكومي أو الخاص. أعتقد اليوم أن دور المؤسسات الإعلامية هو الاستثمار في مؤسساتها، والاستثمار في كوادرها، وهذا الذي خرج به المؤتمر، وهذا الذي يتم تطبيقه، سواء بالاجتماع في المؤسسات أو النظر فيها. وأتمنى من مسؤولي هذه المؤسسات قراءة التقرير، لأنه بصراحة مخيّب للآمال، عندما ننظر إلى وضع الإعلامي ونفور الإعلامي من المؤسسات الإعلامية والامتيازات التي حصل عليها الإعلامي. نحن نطالب بميثاق شرف، فالإعلامي راتبه من أقل الرواتب في كل القطاعات. كيف نطلب من هذا الإعلامي ألا يقبل هدية أو مكافأة معروفة؟ وأنا أقول إن هذه ليست رشاوى، فإذا حصل على مكافأة فلتوافق عليها المؤسسات، وهذا الشخص أنت إذا دفعت له سبعة آلاف درهم ماذا تعني سبعة آلاف في حياته؟ فالاهتمام بالإعلامي مهم. جائزة دبي للصحافة تثير غضب بعضهم ... ولكن لا يهم! عملية اختيار الفائزين تتم بشفافية وصدقية، ونحن لا نتدخل في عمل الجائزة، لدي مجلس إدارة وأنا الأمين العام للجائزة. وأنا أضمن سلاسة العملية وشفافيتها، وهذا دوري وهذه هي الأمانة الملقاة على عاتقي في جائزة الصحافة العربية، والحمد لله معروف عنا الصدقية والشفافية في كل مشروع نعمل فيه، ولدي 60 إلى 65 عضواً في لجنة التحكيم. ولدي 12 لجنة تحكيم في كل لجنة خمسة أعضاء، هؤلاء الأعضاء أحرص على أن يكونوا من جنسيات مختلفة، وآلية عمل الجائزة تضمن نجاحها، وعندما يأتي عمل يُحجب الاسم والمؤسسة ونرسل الأعمال إلى كل الأعضاء، والعضو لا يعرف العضو الآخر، ونرسلها لكل واحد على حدة. نحن تأتي إلينا الاستمارات وندخل نتيجة هذا العضو ويطلع لنا المجموع أوتوماتيكياً، أعلى مجموع وأقل نسبة، ولصدقية أكثر نعمل اجتماعاً لرؤساء اللجان فقط في دبي، للاطلاع على كيفية إدخال الأرقام إذا كان عند احد شك. وفي النهاية عندنا أعضاء لجان لهم مهنيتهم، ويعرفون العمل الجيد من العمل السيئ، ونقوم بمراجعته حتى لا نكون متدخلين او لنا دور، ويطلع على الأعمال ويوقّع، وطبعاً كل رؤساء اللجان يوقّعون على هذه الأعمال، وترفع النتائج لكي تُعتمد فقط، ومجلس الجائزة ليس له الحق في تغيير الأعمال، إنما يعتمد الأعمال من لجان التحكيم الذين لهم اسمهم وسمعتهم في هذا القطاع. وهناك أشخاص يغضبون منا على رغم أننا بقدر المستطاع نعمل بمنهجية حتى لو خسرناهم، لأنه كانت توقعاتهم أن يفوزوا ونحن نسير بنظام، فلا نستطيع أن نجامل أحداً. وأنا ليست لدي حرية الاختيار، والجائزة عبارة عن مشاركات، وأنت إذا لم تشارك فلن أختارك، أنا دوري أن أشجع الصحافيين على المشاركة. ولكن أهم شيء في الموضوع أننا لم نخسر بعض الناس، وإن خسرناهم فلأنهم توقعوا أن يفوزوا، وجائزة الصحافة العربية جهد من الشيخ محمد، وهدفنا الأساسي التفوق، وتكريم الإعلامي العربي. وأتمنى من المؤسسات والقيادات الإعلامية دعم هذه الجائزة، لأنها في النهاية تهدف إلى تطوير القطاع نفسه.