أعلنت شركة أنتل الأمريكية عزمها بناء مصنعين لأشباه الموصلات (الرقائق الإلكترونية)، بتكلفة تقدر بعشرين مليار دولار، في محاولة منها للحد من الأزمة العالمية الخانقة التي ساهمت بشكل كبير في نقص سلاسل الإمداد العالمية لهذا المنتج، مما ترتب عليه تضخم في أسعار كثير من السلع والبضائع الضرورية حول العالم. تدخل صناعة الرقائق الإلكترونية في العديد من الصناعات الحيوية والمهمة مثل صناعة الهواتف الذكية والسيارات والأجهزة الإلكترونية المختلفة، الأمر الذي جعل منها منتجاً في غاية الأهمية لجميع دول وسكان العالم أجمع. من جانبه أثنى الرئيس الأمريكي جو بايدن على خطوة الشركة، وحث الشركات الصناعية الأمريكية على إعادة مراكز الإنتاج إلى الولاياتالمتحدة، خصوصاً صناعة أشباه الموصلات لأهميتها الكبيرة في دفع عجلة التنمية والتقدم في مجالات حيوية ومهمة كالصحية والتعليمية والتقنية والهندسية وغيرها من كافة مجالات ومناحي الحياة المختلفة. الجدير بالذكر أن العالم يشهد أزمة شديدة بسبب النقص الكبير في صناعة أشباه الموصلات لسببين مهمين، أولهما، جائحة كورونا وما صاحبها من توقف خطوط الإنتاج في الشركات والمصانع العالمية، وثانيهما، احتكار صناعة أشباه الموصلات من قبل شركات محدودة مثل شركة تي اس ام سي التايوانية التي تستحوذ على 54 % من سوق أشباه الموصلات العالمي، وشركات أخرى مثل أنتل وآبل وسامسونج. وتعد شركة تي اس ام سي مع شركة سامسونج الكورية الجنوبية، قادرتان على صناعة وإنتاج نوع متميز من الرقائق الالكترونية وهي 5 نانومتر المستخدمة في جوالات آيفون ذات الانتشار الواسع عالمياً. صناعة الرقائق الالكترونية، تعد صناعة حيوية ومهمة للغاية على مستوى العالم، ومن يمسك بزمامها سوف يكون قادراً على السيطرة والتحكم في سلع وبضائع عصر المعلوماتية التي لا غني لأي شعب ودولة عنها، لأن الطلب العالمي المتزايد على الإلكترونيات بمختلف أنواعها وأشكالها، سوف يجعل القليل من دول العالم وشركاته، يحتكر الكثير من دول العالم وشعوبه. أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود