قال تقرير اقتصادي ان إنتل تيتان الأمريكية للتكنولوجيا تخطط لإنفاق 20 مليار دولار بحلول عام 2024 لبناء منشأتين جديدتين في ولاية أريزونا لصنع الرقائق ، حيث تحاول التغلب على التأثير المتزايد للصين على سلسلة الإمداد العالمي في هذا المجال ، فإنها تظل تواجه نفوذ شركتين عملاقتين هما شركة سامسونج الكورية الجنوبية للإلكترونيات ، و شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات. ويشير تقرير بحثي صادر عن آي سي انسايت IC Insights حول الصناعة ، نشر في مارس ، إلى أن وضع إنتل ليس قريبا بما يكفي لمواجهة هذين العملاقين الآسيويين. وقال التقرير إنه "سيتعين على الحكومات أن تنفق ما لا يقل عن 30 مليار دولار في السنة ولمدة خمس سنوات كحد أدنى للحصول على أي فرصة معقولة للنجاح" ، مشيرا إلى الحد الأدنى للإنفاق الذي تحتاجه الولاياتالمتحدةوالصين والاتحاد الأوروبي لتطوير شركات تصنيع الرقائق التي يمكن مقارنتها بشركتي سامسونج الكورية الجنوبية و تايوان لصناعة أشباه الموصلات فيما يتعلق بتكنولوجيا الإنتاج والقدرة. ومع ذلك ، ظلت شركات صناعة الرقائق ، بإستثناء سامسونج و شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات ، حذرة بشأن استثمار رؤوس اموالها في هذا المجال وذلك نسبة لإرتفاع تكاليف إنشاء المصانع. ووفقا لتقرير آي سي انسايت ، ظلت سامسونج أكبر مستثمر في العالم منذ 2010. وتوشك إنتل بالكاد اللحاق بشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات التي تأتي في المرتبة الثانية . ومن المتوقع أن تكون استثمارات شركتي سامسونج و شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات معاً بنسبة 43٪ من إجمالي الإنفاق الرأسمالي العالمي هذا العام. وقد هيمنت شركتا سامسونج و تايوان لصناعة أشباه الموصلات على السوق العالمية لصناعة الرقائق على مدى العقدين الماضيين دون منافسة قريبة. إن الأزمة الأخيرة في رقائق السيارات هي واحدة من الآثار السلبية لاحتكار القلة. في حين أن الاستثمار الكبير لشركة إنتل ظل مدفوعاً بالتنافس بين الولاياتالمتحدةوالصين ، إلا أنه يجب أن تكون استراتيجية إنتل أيضا هي سد الفجوة مع الشركتين الكبريين . وحتى بالنسبة للصين ، فإن تقدير آي سي انسايت البالغ 30 مليار دولار سنويا لمدة خمس سنوات على الأقل يعتبر هدفاً طموحاً. و منذ 2014 ، بذل القطاعين العام والخاص في الصين جهودا متضافرة لتعزيز صناعة الرقائق في البلاد ، لكن الإنفاق الرأسمالي لصانعي الرقائق المحليين بين 2017 و 2020 بلغ 44.7 مليار دولار فقط. وخلال نفس الفترة, كان نصيب سامسونج وحدها ما يقرب من ضعف هذا المبلغ. وقال مارك ليو رئيس شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات يوم الثلاثاء "من غير الواقعي اقتصاديا أن تقوم جميع البلدان ببناء قدرات إضافية لإنتاج الرقائق". إن التمويل ليس هو العقبة الوحيدة. قال ليو :"إن إعادة سلسلة الإمداد الكاملة ومحاولة الاعتماد على الذات بشكل كامل ليست فعالة تماما. ... في نهاية المطاف ، يمكن أن تصبح هذه السعة الإضافية قدرة غير مربحة " ، وهو بذلك يدق أجراس الإنذار. ذكر تقرير آي سي انسايت : "بالنسبة للصين ، حتى لو كانت الأموال متاحة ، فمن المؤكد أن (شركات صناعة الرقائق) ستعوقها القضايا التجارية التي تحظر بيع بعض القطع الأكثر أهمية من معدات المعالجة داخل البلاد." اما بالنسبة للاتحاد الأوروبي ، لا يكشف التقرير عن أي نهج لاكتساب أي ميزة تنافسية في مجال صناعة الرقائق ، كما لم يذكر التقرير اليابان ، حيث ربما لا ترى آي سي انسايت هذه الدولة كلاعب رئيسي في هذا المجال. وقد تعهدت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة فيه بجذب مصانع تصنيع الرقائق الخارجية لصنع أشباه موصلات متقدمة في البلاد ، لكن من غير المرجح أن تسفر مثل هذه الجهود عن نتائج.