«كنت أجر قدمي جراً إلى مكان العمل وأكره نفسي، وأتمنى لو أن سيارة تصدمني وتنهي حياتي على أن أتعامل مع المديرين المرضى في تلك الشركة»، لا زالت هذه العبارة عالقة في رأسي عندما سمعتها من أحد المرشحين عن مكان عمله السابق في مقابلة وظيفية. مقالة اليوم تتحدث عن الأمراض القيادية لدى المسؤولين... حدد البروفيسور ريتشارد هولمز عشرة أمراض للقيادة يمكن أن تسبب أضراراً كبيرة للمنظمات على المدى الطويل إذا لم يتم التعامل معها، وبالمقابل فيمكن تصحيحها ومعالجتها عبر تعديلات سلوكية يسيرة إذا كان هنالك إدراك لتلك الأمراض، وهي كما يلي: المرض 1) ضعف الشجاعة الأخلاقية: قد يتمكن القائد من معرفة ما هو صحيح وما الذي يتوجب فعله، ولكن تكمن المعضلة في افتقار القائد إلى الشجاعة لاتخاذ القرار أو تنفيذ الإجراء. مشكلة كبرى عندما يتغاضى القائد عن المشكلة أو يتجاهل التعامل معها وينكر وجودها بسبب الخوف من المواجهة أو خشية العواقب. وفي نفس الوقت فمن المهم التفريق بين الشجاعة والتهور غير المحسوب. المرض 2) عدم إدراك أن المعارضة يمكن أن تكون مخلصة: يخطئ المديرون حيث يقربون المنافقين الذين يوافقونهم في كل شيء بينما يستعدون أولئك الذين يطرحون آراءهم ووجهات نظرهم بكل صدق لمصلحة العمل. هذا الفعل يتطلب شجاعة وأمانة نادراً ما تجدها لدى الكثيرين. وقد تكون أكبر حماقة يقوم بها المسؤول إذا حارب الموظف صاحب الرأي الصادق والنصيحة لمجرد أنه خالفه في الرأي. من المهم أن تتذكر أن المعارضة الموالية أكثر قيمة من الموافقة الهدامة. المرض 3) الموافقة والتهرب: من الصعب جداً التعامل مع مدير يوافق على الخطة في العلن وفي الاجتماعات ثم يحاربها أو لا يلتزم بها لاحقاً. هذه السلوكيات تزرع الشك وثقافة التردد والضبابية في المنظمات. المرض 4) حجب المعلومات: يظن القادة الضعفاء أن حجب المعلومات والاستئثار بها يمنحهم القوة ويجعل بقية الموظفين في موقف ضعيف بسبب عدم اطلاعهم على المعلومات الكافية والصورة الكاملة. ولا يمكن أن تطلب من الناس أن تبادر وتتخذ القرارات الصحيحة والمعلومات محجوبة عنها. المرض 5) تصلب الرأي: مشكلة عويصة عندما يتشبت القائد برأيه ويرفض أي تغيير أو تحسين في الخطة رغم تغير الظروف وما قد يستجد من أحداث في تجاهل لأي آراء ومقترحات من الآخرين وذلك بهدف إثبات أن رأيه الأصلي هو الصحيح والأفضل. المرض 6) السعي وراء الحل المثالي: من المعضلات الخطيرة تأخير القادة لاتخاذ القرارات في انتظار المزيد من المعلومات وعمل المزيد والمزيد من الدراسات والاستشارات والتحليلات مما يستهلك الميزانيات والجهد والوقت في أمل الوصول لخطة مثالية 100 % وهو ما لا يتحقق عادة مما يقتل الكثير من المشاريع والمبادرات. المرض 7) ربط جودة الرأي بالمناصب: أحياناً تأتي أفضل الأفكار والحلول من أشخاص عاديين في الفريق وربما صغار في السن أو بدون مناصب ورتب عليا. ولكن يميل القادة الفاشلون إلى تجاهل جميع الآراء والاستماع فقط إلى أصحاب المناصب العليا والصلاحيات الكبيرة والمبالغة في الاعتماد عليها. المرض 8) الانشغال الشديد: يعتقد بعض القادة أن النجاح في أن يكونوا مشغولين دائماً في الأعمال الروتينية وتنفيذ ما أمام أعينهم من أعمال ومهام، بينما يتطلب الأمر منهم أن يمتلكوا القدرة على التفكير الاستراتيجي وعدم إهدار الفرص سبب الانشغال الزائد بمهام سهلة يمكن تفويض الآخرين للقيام بها. المرض 9) تنفيذ القائد لمهام المرؤوسين: يستثقل عدد من القادة أن يقوموا بتعليم موظفيهم وتأهيلهم للقيام بالمهام والأعمال. وعوضاً عن ذلك يقومون بتنفيذ الأعمال بأنفسهم خاصة إذا كان لديهم خبرة كبيرة فيها. مثل هذه التصرفات تعوق تطور الفريق وتحسين أداء الموظفين وتعليمهم. المرض 10) الظل البارد: يتمثل هذا المرض في القادة الذين يركزون على تلميع صورتهم في الخارج وفي الإعلام وتصوير أنهم قياديون ناجحون بينما يتسببون في الواقع بخلق مناخ سلبي وبيئة عمل سامة لموظفيهم بسوء تعاملهم. وباختصار، راجع نفسك وحساباتك بأمانة واسأل من تثق برأيهم واسع إلى فحص أمراضك القيادية وأخذ الجرعات الوقائية عبر القراءة والتدريب والتقييم المستمر.لا تخجل من أخطائك ونقاط ضعفك وأمراضك المزمنة بل حاول علاجها لأنها ستعطيك مناعة قيادية وإدارية ستظل معك لفترة طويلة في المستقبل بإذن الله.