لا شك بأنَّ ما تقوم به إدارة الهلال بقيادة فهد بن نافل وبدعم سخي وغير مسبوق من (الذهب) الأمير الوليد بن طلال شيء عظيم يجعلها في قمة قائمة إدارات الهلال على صعيد الصفقات المحلية؛ ولا أذكر أنَّ إدارة هلالية أو غير هلالية قامت بالتوقيع مع 4 عناصر أساسية في المنتخب الأول خلال شهر واحد، ولست ألوم أبدًا إعلام الضجيج وكل من ضجَّ معهم على ما يمارسونه من بكائيات ومظلوميات أعقبت هذه الضربات الهلالية المتتالية!. إلا أنَّ حلاوة هذه الصفقات المحلية لا يجب أن تأخذ الهلاليين وتنسيهم حقيقة أنَّها لا تكفي الحاجة إذا ما تحدثنا عن الاستعداد لمشاركة مشرفة لكبير آسيا في كأس العالم للأندية التي سيستهلها الهلال بعد أقل من 3 أسابيع، فالعنصر المحلي في الهلال لم يكن أبدًا الحلقة الأضعف، بل إنَّ كل هذه العناصر المحلية التي تم استقطابها قد لا تجد لها مكانًا في القائمة الأساسية في الوقت الحالي، أو على الأقل لن تشكل فارقًا -الآن- في ظل وجود وجودة العنصر المحلي الهلالي!. الهلال كان أشدَّ حاجة لإنجاز الصفقات الأجنبية مبكرًا، ومشاركتها مع بداية فترة التسجيل لتكون مباريات الفيصلي في (كأس السوبر)، والطائي والتعاون والباطن في الدوري بمثابة تأهيل لها؛ لكنَّ هذا لم يحدث، وستكون المشاركة الأولى لهذه العناصر في كأس العالم، وحدثني حينها عن قدرتهم على الانسجام والظهور والإضافة، هذا إن تجاوزنا الحديث عن مسؤول الاختيار ودقة الاختيار وجودته ومدى مناسبة القادمين الجدد كأسماء ومراكز وقدرات للمنظومة الهلالية!. هذا ليس وقت إعطاء الأولوية للخطط بعيدة المدى، ليس إن كان أمامك مشاركة تاريخية بعد 3 أسابيع، مشاركة كان يفترض الإعداد لها منذ انطلاق صافرة الإماراتي محمد حسن مساء الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي معلنة فوز الهلال على بوهانج وتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا، خاصة والكل كان يجمع على حاجة الفريق لأجانب يصنعون الفارق بدلًا من فييتو وكويلار على الأقل، حتى لو كان ذلك عبر صفقات إعارة واستعارة سريعة تضيف للفريق في مشاركته العالمية، على أن تعمل الإدارة الهلالية بعد ذلك براحتها وعلى أقل من مهلها على صفقات الميركاتو الصيفي وتسويق اللاعبين الذين لا تحتاجهم، لكن الذي حصل أنَّ مباريات الفريق التي كان يفترض أن تعد الأجانب الجدد لكأس العالم وتخلق لهم شيئًا من الانسجام مع المنظومة صارت فرصة لإشراك فييتو ومدالله العليان وخليفة الدوسري وغيرهم من اللاعبين الذين ترغب الإدارة في تسويقهم خلال فترة التسجيل الحالية!. الثاني من يناير هو موعد بداية التسجيل وقدرة اللاعب على المشاركة رسميًا مع الفريق في ذات اليوم، لكنه في بعض أنديتنا وفي الهلال تحديدًا هو موعد بدء البحث وارسال العروض والتفاوض والتقدم والتراجع، وإن كان هذا مقبولًا أو يمكن تجاوزه في أوقاتٍ أخرى فإنه لا بد من القول بأنه هذه المرة وفي هذا التوقيت وهذه الظروف خطأ فادح قد يقلص من حظوظ الهلال في الظهور في مونديال الأندية بشكل يليق بكبير آسيا، خاصة وأنَّه -بغض النظر عما حدث بالأمس أمام التعاون- لا يزال يعيش مع مدربه الحالي في حالة فنية متأرجحة وهشة!.