جاء إعلان إطلاق عملية حرية اليمن السعيد من أرض اليمن وتحديداً من محافظة شبوة عقب تحريرها بشكل كامل من ميليشيات الحوثي، وتسجيل انتصارات عظيمة من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وقوات الجيش اليمني وألوية العمالقة الذين دحروا الحوثيين من عدة مواقع يمنية وأعادوهم إلى جحورهم خائفين مترقبين، ومن كابرَ منهم وأصر على مواجهة الحق لم يكن أمامه سوى طريقين إما الاستسلام أو أن يبقى في مكانه جثة هامدة والطبيعة تتكفل بطمس الجيفة والعفن وتعقيم المكان ثم إعادته كما كان. وكذلك تفعل السعودية في اليمن إنها تعيد اتجاه بوصلة البلد للمسار الصحيح بعد أن فرح المجوس بسقوط صنعاء في أيدي الحوثيين، تلك الجماعة التي تتبع لإيران ولاء وفكرا وتنظيما، بل خرجت إيران مبتهجة بذاك السقوط السريع المريع، ليتبجح أحد المسؤولين في طهران والمقرب من مرشد الضلال الإيراني علي خامنئي بالقول "إن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، وأن ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية." واستغلت طهران ذلك السقوط بتسيير رحلات جوية تحمل فكرا ملوثا وبارودا ودما ودمارا، ولكن سرعان ما أوقفت السعودية تلك المهزلة ووأدت تلك الأحلام في مهدها، وحاولت طهران بعد ذاك تحدي القرار السعودي إبان إطلاق العملية العسكرية عاصفة الحزم وحاولت كسر حظر الطيران لكن محاولتها تلك باءت بالفشل الذريع وبقي القرار السعودي نافذا رغم أنف الجميع. لقد عصفت تلك العاصفة بأحلام طهران وأذنابها في المنطقة واليمن، وارتدوا على أدبارهم خائبين، وكان وقع الصدمة عليهم كبيرا، أكثر مما نظن ونتوقع، فأمانيهم تخور أمامهم، وأحلامهم تتحطم أمام قوة الحزم السعودي. والمراقب للمشهد في اليمن يرى اختلافا كثيرا عما كان عليه الأمر في السابق، فما نراه يلوح في الأفق يؤذن بانتهاء العبث الحوثي وإنهاء الأطماع المجوسية في أرض اليمن حيث أرادوا أن يتخذوها مستقرا ليكونوا سرطانا خبيثا في خاصرة شبه الجزيرة العربية، ولعل اليمنيين ممن كان ينتابهم الشك في حقيقة الميليشيات الحوثية قد أبصروا الحقيقة بجلاء خلال السنوات الماضية من سوء المنقلب الذي جعل اليمن يسير نحو الضياع والظلام والدمار والطائفية المقيتة التي ترعاها طهران وتسقيها بدم الشعوب بقيادة السذج والأغبياء الذين يسبحون بحمد المقبور الخميني ومن سار على نهج الضلال الذي ورثه لمن خلفه، فبئس المورث والوارث والموروث. ولم يأت إطلاق مسمى عملية حرية اليمن السعيد من فراغ بل أكاد أجزم أن التحالف والجيش اليمني متأكدون من قرب انتهاء العمليات العسكرية خاصة وأن عملية حرية اليمن السعيد ليست عملية عسكرية وإنما عملية إنمائية وبنائية وإغاثية كما أوضح المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي، يأتي ذلك بعد النجاحات المتوالية وسقوط قيادات الميليشيات الحوثية وأتباعهم بعد أن فشلت كل المبادرات السعودية لإنقاذ اليمن إذ جنح الحوثيون للحرب في قرار لم يتخذوه فهم لا يملكون القرار لأنهم أتباع، فالأوامر تأتيهم من أسيادهم في طهران، هم فقط مجرد أدوات تنفيذية تخريبية إرهابية، مجرد أذناب باعوا أرضهم وخربوا ديارهم وقتلوا أهاليهم، وأقحموا الأطفال في صراعهم بينما يتخفى زعيمهم الذي تتوارد الأخبار بنفوقه وهلاكه رغم حرصه وأمثاله على الحياة واختبائه كالجرذان طيلة الفترة الماضية، وسواء كان هذا المنافق من النافقين الهالكين أو غير ذلك فالأمر واحد فهو في حكم النافق وإلى ذلك يسير إن لم يكن قد آل إلى زوال تزول معه أو عقبه جماعته -بإذن الله وتوفيقه-. لقد أفشلت السعودية كل المحاولات الحوثية للإضرار بها وتصدت لكل المحاولات العدائية التخريبية التي استخدمت فيها كل ما تملكه إيران وتمده بها من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وألغام بحرية وقوارب مفخخة، وما أن يتم التعامل مع التهديد والتصدي له بنجاح بعد توفيق الله حتى تنطلق صقور الجو السعودية للتعامل أيضا مع مصدر التهديد ومنطلقه ومنصات الإرسال، وفي الوقت الذي تتعامل فيه قوات التحالف مع الميدان وفق ما يقتضيه الموقف فإن مركز الملك سلمان للإغاثة يواصل أعمال الخير في بناء اليمن وتنمية المكان والإنسان إضافة إلى جهوده في نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية في أرض اليمن السعيد لتخبئ الموت تحت الأقدام والتراب فلعنة الله على الظالمين. إن الجميع يكاد يبصر السلام والأمان ويرى النهاية السعيدة ليمن لم يعرف من السعادة إلا اسمها وها هو اليوم يشق طريقه لمستقبل أفضل بإرادة أقوى تدك الجبال فما بالكم بميليشيا يغلفها الجهل والضلال والتبعية!! ولن تتخلى الجارة الشقيقة لليمن، المملكة العربية السعودية عن مساندة اليمن الجريح والمختطف من قبل ميليشيات الحوثي، ولن ترضى أبدا أن يكون اليمن مرتعا لإيران أو لجماعات إرهابية تأتمر بأوامر الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، ولن تسمح بموطئ قدم لمن يضمر شرا لليمن أو الخليج أيا كان من يقف خلفه ويدعمه، وسيتحقق ذلك -بإذن الله- بمواصلة تطهير الأراضي اليمنية من قبل قوات التحالف والجيش اليمني وألوية العمالقة حتى سحق آخر حوثي، وغسل التراب اليمني من الدنس الحوثي المقيت.